توقّفت قوى سياسيةٌ متابعة في صيدا عند الحركةِ المصطنعة والمبالغِ فيها التي يُؤدّيها أحدُ المرشحين الخاسرين في الانتخابات البلدية الأخيرة، تجاه مراكز وقوى سياسية وأمنية واقتصادية، وذلك بهدفِ تعويمِ نفسه كمرشّحٍ محتمل في الانتخابات النيابية المقبلة. وتشير الأوساط ذاتها إلى أنّ هذا الحراك، الذي يفتقر إلى أيّ حاضنة شعبية أو قاعدة انتخابية فعلية، يُبنى أساسًا على مناورات علاقات عامة ومحاولات استعراض إعلامي، أكثر منه مسارًا سياسيًّا نابعًا من وزن حقيقي في الشارع. وترى هذه القوى أنّ تعويل المرشح على “الفراغ السني” أو ضعف المنافسين المحتملين، قد يصطدم بوقائع أكثر صلابة عند فتح صناديق الاقتراع، خصوصًا في ظلّ المتغيرات الحاصلة على مستوى المزاج الشعبي وإعادة تموضع بعض القوى التقليدية.
تستعدّ شركةٌ لبنانيّة بارزة، متخصّصة ببيع الإلكترونيّات والأدوات الكهربائيّة على اختلاف أنواعها، لإطلاقِ فرعٍ ضخمٍ في مدينة صيدا. وتكشفُ مصادر صيداويّة مطّلعة أنّ إدارة الشركة بدأت فعليّاً بمسْحِ السوق العقاريّ بحثاً عن قطعة أرضٍ أو مبنى واسع على الأوتوستراد الشرقي، تمهيداً لشراء العقار وتحويله إلى صرحٍ تجاريّ متكامل. المفارقة اللافتة أنّ أصحاب هذه الشركة من أبناء الجنوب، وقد بَنوا ثرواتٍ وأعمالاً مزدهرة في القارّة الإفريقيّة، ما يضفي بُعداً استثماريّاً جديداً على المشهد الاقتصاديّ في صيدا التي تشهد في الآونة الأخيرة سباقاً لافتاً على العقارات التجاريّة الكبرى.
سُجِّلت حركة اعتراضيّة في أوساط عدد من المشايخ ورجال الدين، لا سيّما الشباب منهم، في مدينة صيدا، على قرار إعادة تكليف مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان بمهام رئيس دائرة الأوقاف لمدة سنة إضافيّة، معتبرين أنّ “الأمر زاد عن حدّه”، لا سيّما وأنّ الجمع بين المنصبين من قِبَل الشيخ سوسان هو في الأصل مخالفٌ للأصول القانونيّة، لكنه مفروض منذ سنوات. ويُشير مطّلعون في الشأن الشرعي والإداري إلى أنّ الجمع بين منصبَي المفتي ورئيس دائرة الأوقاف يُخالف الأصول الإداريّة المُعتمدة في هيكليّة دار الفتوى، إذ إنّ لكل منصب مهامه وصلاحيّاته، وهو ما يُفترض أن يُكرّس مبدأ الفصل بين المرجعيّة الدينيّة الإفتائيّة والمرجعيّة الإداريّة والتنظيميّة للأوقاف.كما يرى هؤلاء أن الاستمرار في هذا الجمع يُضعف المؤسسات، ويكرّس مبدأ “الاستثناء الدائم”، ويُعرّض هيبة المرجعيّات الدينيّة لمساءلة غير مستحبّة، خصوصًا في ظلّ التحوّلات المتسارعة داخل الطائفة السنيّة في لبنان وارتفاع منسوب الاعتراضات من الجيل الدينيّ الشاب.