تَوَقَّفَت إِحْدى الشَّخصيّاتِ الصَّيداوِيّةِ المُخَضرَمَةِ، الّتي تَمتَلِكُ باعًا طَويلًا في العَمَلِ السّياسيِّ وقَضايا الشَّأنِ العامّ، عندَ ما يَشهَدُهُ المَجلِسُ البَلَديُّ الجديدُ في المدينةِ من مُشكلاتٍ مُتواصِلَةٍ بين أعضائِه، وبينَ المَجلِسِ البَلَديِّ الجديدِ في “حارَةِ صَيْدا”، وهي مُقارَنَةٌ طبيعيّةٌ يقومُ بها الكَثيرُ من الناسِ بحُكمِ القُربِ والتّداخُلِ بينَ البَلَدِيّتَيْنِ. وقالَ: “تَبَيَّنَ بالمَلموسِ أنّ الأمرَ لا يَتَطَلَّبُ أن تَكونَ مُتَحصِّلًا على شَهاداتٍ وتَنويهاتٍ وجَوائزَ ومَقضِيَّها سَفَراتٍ إلى بَرشَلونةَ وكَنَدا، انظُرِ الفارِقَ بينَ مُصْطَفى حِجازي، ورَئيسِ بَلَدِيّةِ (الحارَةِ) مُصْطَفى الزَّيْنِ الّذي تَراهُ بينَ الناسِ وفي الشّوارِعِ والمُناسَباتِ يُشرِفُ على تَحقيقِ الاعمال وتسيير شؤؤن أبناء بلدته. في فَترةٍ بَسيطةٍ نَجَحَ في إحداثِ فَوارِقَ مَلموسةٍ، عِلمًا أنّنا كُلَّنا في صَيْدا نَعرِفُهُ جَيِّدًا، بَينَما حِجازي غارِقٌ كُلَّ يومٍ مِن مُشكِلةٍ إلى مُشكِلةٍ، وصَيْدا هي الّتي تَتَأثَّرُ سَلبًا في كُلِّ ذلك، حتّى صِرنا نَحكي بِبَلَدِيّةِ الحارَةِ باعتِبارِها نموذجاً ناجحاً… للأسَف”.
في اجتماعٍ عُقِدَ بعيدًا عن الأعين أخيراً، طلبَ قُطبٌ سياسي مؤثر في صيدا من رئيسِ إدارةٍ تنفيذيةٍ وأحدِ الأعضاءِ الفاعلين فيها، تأجيلَ المضيِّ في دعوى قضائيةٍ كان يجري التحضيرُ لها بحقِّ مرفقٍ اقتصاديٍّ حيويٍّ وأساسي في صيدا، بعد سلسلةٍ من التجاوزاتِ والمخالفاتِ التي شابت مسيرةَ عملِه لسنواتٍ. هذه الخطوة، فسرتها مصادرٌ سياسيةٌ متابعةٌ أنَّها تندرجُ في إطارِ عدمِ إثارةِ المشاكلِ مع قوة سياسيةٍ أُخرى فاعلةٍ في المدينة، وذلك قبيلَ اتضاحِ خارطةِ التحالفاتِ في الانتخاباتِ النيابيةِ المقبلة، ما يُؤشِّرُ إلى احتمالٍ قائمٍ بخوضِ المعركةِ الانتخابيةِ بتحالفٍ بين هاتين القوّتَين، الأمرُ الذي يتطلّبُ عدمَ افتعالِ مشكلاتٍ بينهما في هذه الفترةِ قد تؤثّرُ على تحالفِهما مستقبلا.
مجدَّدًا، تَخسَرُ المدينةُ جُزءًا من أراضيها المُهمّة، لصالحِ “غُرَباءَ” ليسوا من أهلِها.فقد عَلِمَت “البوست” من مصادرَ اقتصاديةٍ مُتابِعةٍ، أنَّ عائلةً صَيداويةً معروفة بدأت بتسييلِ إرثٍ قديمٍ من أراضٍ تَملِكُها، وعرضِها على شكلِ “قِطَعٍ” مُفرَزةٍ للبيع.وقد تجلّى أوّلُ هذا الأمرِ في بيعِ قِطعَتَينِ من تلك الأراضي ذاتِ المواقعِ الاستراتيجيةِ المُهمّة في قلبِ المدينة، وبالقُربِ من الخطِّ البحريِّ الأساسيّ، بصفقتَينِ بلغت قيمتُهما نحو 5 ملايين دولارٍ أميركيّ خلال أقل من أسبوع من الزمن. أمّا المُشتريانِ، فليسَا من أهلِ صيدا، ومن غيرِ اللبنانيينَ حتى، في ظاهرةٍ باتت تُثيرُ المزيدَ من علاماتِ الاستفهامِ عمّن يقفُ خلفَ هذه الصفقاتِ الضخمة، ويستعمل البعض كواجهات..عِلمًا أنَّ أحدَهما لم يكنْ قبلَ سنواتٍ قليلةٍ من “ذوي الثروات”، أمّا اليومَ فباتت مشاريعُه العقاريةُ تُفرّخُ كالفِطرِ في مختلفِ أرجاءِ المدينةِ وضواحيها كذلك. أين أغنياء المدينة من هذه الظاهرة المتمادية، أليس الأولى أن تبقى أراضي صيدا لأهلها، أم أن البنوك أحق بأموالكم، أفلا تتعظون مما جرى معكم منذ سنوات قليلة؟