في صيدا “شيفرات” معيّنة، “كودات” لا يُجيد فهمها أو فكّ رموزها إلّا أهلها. على سبيل المثال، يُعامل وجود زجاجة خمر على طاولةٍ لعائلةٍ صيداوية في مطعم داخل المدينة كأنّه جريمة، أو من الكبائر التي لا يجرؤ أحد على اقترافها. بينما يصبح المشهد نفسه أمرًا عاديًّا إنْ حصل خارج النطاق الجغرافي للمدينة، لا سيّما في قرى وبلدات شرق صيدا. فما الذي يتغيّر اليوم في هذه السرديّة؟
تُعدُّ ساحة النجمة في مدينة صيدا اللبنانية أكثر من مجرد معلم جغرافي؛ إنها قلب المدينة النابض، ونقطة التقاءٍ حيوية تربط بين عبق صيدا القديمة وتوسُّعها الحديث. لطالما كانت هذه الساحة مركزًا للنشاط التجاري والاجتماعي، ومحورًا رئيسيًا لعمليات النقل العام، وشاهدًا على تاريخ المدينة وتطوراتها
في دفاتر يومياته، إن وُجدت، نتخيّل أن يكون حبيب دبس، قد خطّ بضعَ كلمات، عن جمال تلك البقعة التي تحدّ مدينة صيدا من الشمال، والتي ربطها قَدَرُ موقعها الجغرافي، بأحداثٍ وتحوّلات تمسّ الإنسانَ وحضارته، وتَحضُّره، كما شراسته وطمعه وجشعه، عبر قصة تبدأ من إله الصحة الفينيقي أشمون، ولا تنتهي عند مقدرة رجال الأعمال على توظيف أموالهم وسَطوتهم من أجل الاستيلاء على كلّ شيء