إن كنا عاجزين أمامَ هولِ مشاهدِ الموتِ والدمارِ والقتلِ والتشرِيدِ، ولا نعرفُ ماذا يمكنكَ أن نفعلَ لنصرة الحقِّ والمظلُومينَ وبدونَ إطلاقِ رصاصةٍ واحدةٍ، والدُّخولِ بدوامةِ عنفٍ، فليكن يومُ الجمعةِ المقبلُ يومَ «سماءُ العرب تعاقِبُ إسرائيلَ».
تَحقَّق في أيام ما لم يَتَحقَّق في عُقودٍ، بعد أن شَهِدَت “قِمَّة نيويورك”، بقيادةِ المملكة العربيَّة السعوديَّة وفرنسا، تَحوُّلاً في مَسارِ القضيَّةِ الفِلسطينيَّة، تَجسَّد بـ”يَومِ الاعتراف التَّاريخي بدَولةِ فِلسطين”. أغلَبيَّةِ الدُّوَل عبّرت عن إرادةٍ واضحةٍ لإنصافِ الشَّعبِ الفِلسطيني، عَبرَ دَعمِ مَسار “حَلِّ الدَّولتَين”، من أجلِ إقامَةِ الدَّولةِ الفِلسطينيَّةِ المُستَقِلَّة كـ”حَقٍّ لا مُكافَأة”. عكس السائد كانت كُلُّ الوَقائعِ على أرضِ فِلسطينَ المُحتلَّة تَمضي في اتِّجاهٍ مُعاكِس. غَزَّةُ تُبادُ، استيطانٌ يَتَمَدَّدُ، قُدسٌ تُهوَّدُ، وخَرائِطُ تَتآكَلُ في كِيانٍ مُمَزَّقِ الأوصال، لا يَملِكُ مِن مُقوِّماتِ الدَّولةِ إلّا الاسم.رُبَّ سائِلٍ: كَيف يُمكِنُ تَنفيذُ “حَلِّ الدَّولتَين” في ظِلِّ استِمرارِ التَّعَنُّتِ الإسرائيلي وتَجاوُزِه لِكُلِّ الخُطوطِ الحُمر في كُلِّ المِنطَقة؟ ما فَعَلَته المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّة، بقُوَّةِ الدِّبلوماسيَّة، في أقَلَّ مِن سَنةٍ، وتَوَّجَته بـ”قِمَّة نيويورك”، دِفاعًا عن الحَقِّ الفِلسطيني، لَم يَفعَله أحَد، لا مِمَّن تاجَروا بِه على “طَريق القُدس”، ولا مِمَّن تَواطَؤوا عليه بمَواقِفَ لَم تَردَع إسرائيلَ يَومًا عن مُحاوَلاتِها لـ”تَصفِيَةِ القضيَّةِ الفِلسطينيَّة”، بِخِلافِ ما يَدَّعونه مِن حِرصٍ على الدِّيموقراطيَّةِ والحُرِّيَّاتِ وحُقوقِ الإنسانِ في تَقريرِ المَصير. ما فَعَلَته السعوديَّة، بقُوَّةِ الدِّبلوماسيَّة، في أقَلَّ مِن سَنةٍ، وتَوَّجَته بـ”قِمَّة نيويورك”، دِفاعًا عن الحَقِّ الفِلسطيني، لَم يَفعَله أحَد، لا مِمَّن تاجَروا بِه على “طَريق القُدس” ولا مِمَّن تَواطَؤوا عليه المسؤولية لتبقى القضية بعد “قِمَّة نيويورك”، باتَت مِصداقيَّةُ دُوَلِ الغَربِ وزُعمائِها على المَحَكّ، بعدَما استَمرُّوا لِسِنينَ يَتَحدَّثون عن “حَلِّ الدَّولتَين” كـ”تَعويذَةٍ” لِتَبريرِ عَجزِهِم عن لَجمِ إسرائيل، ويُطلِقونَ مَواقِفَ إدانةٍ، لم تَردَع وَحشيَّةَ إسرائيل، ولم تُنهِ مَأساةَ طِفلٍ يُقتَلُ أمامَ أبِيه أو أُمِّه، ولم تُطعِم طِفلًا جائعًا، ولم تَقِف في وَجهِ رَصاصَةٍ أو دَبَّابَة، ولم تَحْمِ بَيتًا مِن الهَدمِ أو القَصفِ، أو مَدينَةً وقِطاعًا مِن الحَربِ أو الإبادةِ أو التَّهجير. يَعلَمُ الجَميعُ أنَّ طَريقَ “حَلِّ الدَّولتَين” لَيسَت سالِكَةً بَعد، في ظِلِّ النَّهجِ الإسرائيليِّ القائِم على “إعدامِ” كُلِّ مُبادَراتِ السَّلام، ومُواجَهَتِها بالمَزيدِ مِن حُروبِ الإبادةِ والاستيطانِ والتَّهجيرِ والتَّهويد، كما هي الحالُ اليومَ مع حُكومةِ المُتطرِّف نِتنياهو، التي تُراهِنُ على تَصفِيَةِ القضيَّةِ الفِلسطينيَّة بأيِّ ثَمن، وتَستثمِرُ في هذا النِّظامِ الدَّولي الذي يُتقِنُ فَنَّ إدارةِ الصِّراعاتِ لا حَلِّها، وبإصدارِ قَراراتٍ لا تُنفَّذ، كما هي الحالُ مع الكَثيرِ مِن قَراراتِ الأُممِ المُتَّحِدة. يَعني ذلك، أنَّ المَسؤوليَّةَ اليوم، وتَحديدًا بعد ما حَقَّقَته “قِمَّة نيويورك” مِن “إنجازٍ تاريخيٍّ”، باتَت أكبرَ على كُلِّ عَربيٍّ وفِلسطينيٍّ يُريدُ أن تَبقى القضيَّةُ الفِلسطينيَّةُ حَيَّة، حتَّى تَحقيقِ “الحُلمِ المُؤجَّل” بإقامَةِ دَولتِها المُستَقِلَّة، في يَومٍ مِن الأيَّام، ولَو في “آخِرِ الزَّمان”. ترسيخ الدولة الرّمزيّة يُمكِن، إذا استَمرَّ تَعذُّرُ إقامَةِ الدَّولة بفِعلِ التَّعَنُّتِ الإسرائيلي، تَرسِيخُ “الدَّولةِ الرَّمزيَّة” عَبرَ الثَّقافَةِ والفَنِّ، الأدب، السِّينما، المُتاحِفِ والمَناهِج، بما يَحمِلُ الرِّوايَةَ الفِلسطينيَّة إلى كُلِّ بَيتٍ في العالَم، ويَحفَظُ الحَقيقةَ للأجيالِ القادِمة، لِتَظلَّ فِلسطينُ حَيَّةً في الوِجدانِ الجَمعي، تَمامًا كما رَسَّخ الرَّئيسُ الرَّاحل ياسِر عَرَفات القضيَّةَ الفِلسطينيَّة، في هذا الوِجدان، بكَلِماتِه التي لا يَزالُ صَداها يَتردَّدُ إلى اليوم، مِن على مَنبَرِ الأُممِ المُتَّحِدة في عام 1974: “جِئتُكُم بغُصنِ الزَّيتونِ في يَدٍ والبُندقيَّةِ في يَدٍ، فلا تُسقِطوا الغُصنَ الأخضَرَ مِن يَدي (…)”. ويَجِب، في زَمنِ الذَّكاءِ الاصطِناعي، مُواجَهَةُ مَخطَّطاتِ الِاحتِلالِ لِتَغييرِ مَعالِمِ الأرض، بِبِناءِ “فِلسطينَ رَقمِيَّة”، بِمُحتوًى تَفاعُلي، والاستِثمارِ في الإمكانيَّاتِ الماليَّةِ والبَشريَّةِ الهائِلَة لِلفِلسطينيِّين في الخَارِج، مِن أجلِ إنشَاءِ صَنادِيقَ استِثمارٍ تُمَوِّلُ مُبادَراتٍ شَبابيَّة وتِكنولوجيَّة تَجعَلُ مِن فِلسطينَ جُزءًا مِن الثَّقافَةِ الرَّقميَّةِ العالَميَّة، وتُعيدُ تَقديمَها للعالَم كقضيَّةٍ إنسانيَّةٍ أخلاقيَّةٍ شَبيهةٍ بِمُناهَضَةِ الفَصلِ العُنصُري في جَنوبِ إفريقيا، لا بَل أقوى مِنها، في ظِلِّ كُلِّ المَلاحِمِ النِّضاليَّة التي سَطَّرَها الشَّعبُ الفِلسطيني في مُواجَهَةِ آلةِ الإجرامِ الإسرائيلي على مَدى عُقود. قد لا يَشهَدُ جيلُنا العَربيُّ والفِلسطينيُّ على إقامَةِ الدَّولةِ الفِلسطينيَّةِ المُستَقِلَّة، لكِن مَسؤوليَّتَه كَبيرةٌ في أن يَترُكَ للأجيالِ القادِمة قَضيَّةً حَيَّة مُسلَّحَةً بأدَواتِ التَّطَوُّرِ الرَّقميِّ والذَّكاءِ الاصطِناعي، لَعَلَّ أدَواتِهِم تَكونُ أَقرى وأَكثَرَ قُدرَةً على استِعادَةِ الحُقوقِ المَشروعَةِ للشَّعبِ الفِلسطيني. مَوتُ أيِّ قَضيَّةٍ لَيسَ قَدرًا مَحتومًا، بَل خِيار، والخِيارُ الذي كَرَّسَته "قِمَّة نيويورك"، ويُكرِّسُه الشَّعبُ الفِلسطيني بِدِمائِه الطَّاهِرة كُلَّ يَوم، أن تَبقى القَضيَّةُ حَيَّة، وأن تَبقى فِلسطينُ عَربيَّةً… عَربيَّة. إلى اللِّقاء يا قُدس ولَو في "آخِرِ الزَّمان"… الأمين العام لـ"تيار المستقبل"
تقف منطقةُ الشرق الأوسط اليوم أمامَ منعطفٍ إقليميٍّ حاسم، لا تقتصر تداعياتُه على لبنان وحده، بل تمتدُّ إلى عمق المشهد في سوريا والعراق واليمن. اغتيالُ السيّد حسن نصرالله، بما يحمله من رمزيةٍ وتأثير، لا يمكن حصرُه في “البيئة الشيعية” أو في الساحة اللبنانية فحسب، بل يفتح الباب أمام تغيّرٍ استراتيجيٍّ كبير قد يرسم ملامحَ مرحلةٍ جديدة في المنطقة.فالإعلانُ عن وفاته لا يُعَدّ حدثًا عابرًا، بل يُشكِّل بدايةً حقيقية لتراجع النفوذ الإيراني الذي بلغ ذروته بعد دخول القوات الأميركية إلى العراق عام 2003 حواجز سُنيّة كبرى ذلك النفوذ الذي تمدّد على وقع سقوط ثلاثة حواجز سنيّة كبرى في المنطقة: إعدامُ صدّام حسين، وفاةُ ياسر عرفات، واغتيالُ رفيق الحريري.مهّدت هذه التحوّلات الطريقَ أمام المشروع الإيراني الذي بُني على فكرة استمالة الأقليات في مواجهة ما اعتُبر “الخطر السنّي”، مستفيدًا من لحظةٍ إقليمية ودولية سمحت له بالتوسّع.في العراق، دخلوا عبر الطائفة الشيعية؛ في سوريا، عبر النظام العلوي؛ وفي لبنان، عبر حزب الله وتحالفه مع جزءٍ من المسيحيين، تحت ما سُمّي بـ”تحالف الأقليات”.لم يكن هذا المشروع نتاجَ التخطيط الإيراني وحده، بل جاء أيضًا بتواطؤ أو تغاضٍ أميركي، حيث ساد الاعتقاد أن دعم الجناح الشيعي قد يضبط الحالة السنيّة ويمنع ما سُمّي بـ”التطرّف الإسلامي”. لكن التجربة أثبتت العكس. اكتشف الأميركيون أن التطرّف ليس حكرًا على مذهبٍ دون آخر، وأن تسليح طرفٍ لمواجهة طرفٍ آخر لا يؤدّي بالضرورة إلى الاستقرار. تجربة يحيى السنوار خير دليل، إذ ظنّ البعض أن الأموال القطرية ستُغريه بالسلطة، لكن الهجوم في 7 تشرين قلب كلَّ التوقّعات. إعادة النظر بتحالف الأقليات حتى إسرائيل، التي كانت من أوائل الداعمين لفكرة تحالف الأقليات، بدأت تُعيد النظر في ذلك. فعلى الرغم من أن حافظ الأسد هو من قدّم هذا المفهوم بشكل علني في جامعة دمشق عام 1976، إلا أن إسرائيل كانت قد طرحت الفكرة قبل ذلك، وسعت إلى بناء تحالفات مع الأقليات في المنطقة، على قاعدة أن العدو المشترك هو الأغلبية السنيّة. اليوم، يبدو أن جناحًا داخل إسرائيل بات يُدرِك أن هذا التحالف لم يعُد مجديًا، بل ربما أصبح مُكلفًا.في المقابل، تعيش إيران حالةً من التراجع الداخلي والخارجي. منذ احتجاجات مهسا أميني، وتحت وطأة العقوبات الأميركية، وسعيها الدائم لتسوية الملف النووي، تعاني إيران من أزمةٍ اقتصادية متفاقمة وصراعٍ داخلي بين أجنحة متشدّدة وأخرى أكثر انفتاحًا. رئيسها الجديد، جرّاحُ قلبٍ يتقن الإنجليزية، حمل إلى نيويورك خطابَ اعتدال، في محاولةٍ لإعادة صياغة صورة “الجمهورية الإسلامية” على المسرح الدولي، لكن من غير المؤكّد أن بمقدورها الحفاظ على المشروع ذاته الذي تمدّد خلال العقدين الماضيين. لا يمكن بناء دولةٍ حديثة على أساس فرض نمطٍ ثقافي أو سياسي واحد، بل على مشاركةٍ حقيقية في صياغة هويةٍ وطنية جامعة تعكس واقع المجتمع بكلّ تعقيداته مشهد جديد أمّا إسرائيل، فهي لم تُقدِم على اغتيال نصرالله لأن قدراتها تطوّرت فجأة، بل لأنها أرادت استباق مبادرة دولية يُقال إنها ستنطلق من نيويورك لإعادة ترتيب المشهد الإقليمي. نتنياهو، بإدارته للمرحلة عبر اغتيالات محدّدة وسلسلة عمليات عسكرية، يحاول فرض وقائع ميدانية تتيح له الدخول في أي تسويةٍ من موقع القوّة.أمّا حزب الله، فقد تمدّد إلى درجة بات معها عبئًا على مصالح دولية وإقليمية عدّة. من البحر الأحمر إلى الملاحة الدولية، من قمع الثورة السورية إلى تشكيل الحشد الشعبي في العراق، من تهديد قبرص إلى تعطيل الداخل اللبناني، أصبح الحزب عاملَ توتّرٍ دائم. هذا التمدّد غير المحسوب جعل الكثير من الدول تلتقي مصالحُها في ضرورة وضع حدٍّ لهذا الدور، ما أدّى إلى تراكب إراداتٍ دولية وإقليمية مختلفة نحو هدفٍ واحد.في لبنان، يواجه الشيعة اليوم أزمةً بنيوية، ولكن في المقابل، ثمّة فرصة نادرة لكل اللبنانيين لإعادة التفكير في شكل الدولة. فمع سقوط حزب الله، تتهاوى معه فكرتان أساسيتان: فكرة توازن الرعب والأمن الذاتي، وفكرة النموذج الطائفي القوي الذي حاولت طوائف أخرى استنساخه داخل بيئاتها حفاظًا على مصالحها. التجربة أثبتت أن هذا النموذج لم يُحقّق لا الأمن ولا الاستقرار، بل عمّق الانقسامات وأفرغ الدولة من مضمونها.ارتبطت صورة لبنان الحديث طويلًا بفكرة المارونية السياسية، حيث تمّ تشكيل الهوية الوطنية على أساسٍ ثقافي–سياسي محدّد. ولكي تكون “لبنانيًا”، كان عليك أن تتماثل مع هذا النموذج، بغضّ النظر عن انتمائك الديني. حتى مفاهيم مثل “العيش المشترك” كانت، في كثير من الأحيان، أقرب إلى “العيش بالاشتراك”، حيث يُطلَب من الآخر أن يُعدّل من نفسه وينكفئ عن بعض خصوصياته كي يندرج ضمن هويةٍ مفروضة سلفًا. عن أي اتفاقٍ نبحث؟ العيش المشترك الحقيقي لا يمكن أن يقوم على هذا النوع من التكيّف القسري، بل على الاعتراف المتبادل والاحترام الحقيقي للتنوّع. لا يمكن بناء دولةٍ حديثة على أساس فرض نمطٍ ثقافي أو سياسي واحد، بل على مشاركةٍ حقيقية في صياغة هويةٍ وطنية جامعة تعكس واقع المجتمع بكلّ تعقيداته. لكن هذا يطرح السؤال الأهم: ما هو نوع الاتفاق الذي نبحث عنه بين الطوائف؟هل نريد اتفاقًا يُكرّس الزعامات ويُعيد إنتاج المحاصصة؟ أم تفاهمًا يُكرّس المواطنة ويُعيد الاعتبار للفرد؟ هل نسعى إلى ميثاق ضمانات طوائف، أم إلى عقدٍ وطنيٍّ جديد يضمن العدالة والمساواة للجميع؟ هل نبني شراكة خوف أم شراكة أمل؟ وهل نحن مستعدّون لنقل النقاش من “مَن يحكم لبنان؟” إلى “كيف نحكم لبنان معًا؟” حتى إسرائيل، التي كانت من أوائل الداعمين لفكرة تحالف الأقليات، بدأت تُعيد النظر في ذلك الأسئلة الصعبة سقوط حزب الله، بكلّ ما يُمثّله، قد يكون فرصةً تاريخية لإعادة تعريف معنى الدولة في لبنان. لكنه لن يكون كافيًا ما لم نمتلك الشجاعة لطرح الأسئلة الصعبة والبحث عن إجاباتٍ خارج القوالب الجاهزة. فربما لا يكون الحل في “الدولة المدنية” كما تُطرَح اليوم، ولا في “الدولة الطائفية” كما نعرفها، بل في نموذجٍ ثالث، لبناني الهوية، لا مستورَدًا ولا مفروضًا، يُعيد بناء العلاقة بين الدولة والمجتمع على أساس المشاركة، لا الهيمنة، وعلى أساس الحقوق، لا الولاءات. هذا النموذج لا يمكن أن يولَد من صراع المصالح فقط، بل من خيالٍ سياسي جديد، ومن إرادةٍ حقيقية لدى مختلف المكوّنات بأن الوقت قد حان لنهاية اللعبة القديمة، وبداية مشروع وطني جامع. وربما، ولأول مرة منذ عقود، بات هذا السؤال ملحًّا أكثر من أي وقت مضى: أيّ دولةٍ نريد؟ وأيّ اتفاقٍ نحتاج لنعيش معًا؟.. لا بجانب بعضنا، بل فعلاً مع بعضنا. * دكتور محاضر في العلوم السياسية والاجتماع الولايات المتحدة الأميركية