رَصَدَتْ عدسةُ جريدةِ “البوست” صباحَ أمسِ الأحدِ إحدى الشاحناتِ التابعةِ لشركة NTCC العاملة في جمع وكنس النفايات ضمن نطاق مدينة صيدا واتحاد بلديات الزهراني وهي تقومُ بجمعِ النفاياتِ من إحدى قرى منطقةِ جزّين تمهيدًا لنقلِها إلى صيدا، علمًا أنّ قرى منطقةِ جزّين لا تقع ضمن اتحادِ بلديّاتِ صيدا-الزهراني. يُعَدُّ هذا الأمرُ المُشبوهُ والمُخزي مخالفةً صريحةً في وضحِ النهارِ للقوانينِ والأنظمةِ المرعيّةِ الإجراء. فإلى متى ستبقى صيدا مكبًّا للنفايات؟ وإلى متى سيبقى حائطُها “واطيا”، بعد أن حوَّلها تواطؤُ مسؤوليها والقائمون على شؤونها مشاعًا يَلمُّ أوساخَ الآخرين، وكأنّ أوساخَهم لا تَكفي المدينة المظلومة؟
باتَ اللَّعبُ على المكشوف، من دونِ قفَّازات.صارَ ما يُحكى هَمسًا، يُعلَنُ على اللَّافتاتِ علانيَةً، ومن دونِ أيِّ خجل. ممنوع وجود مسلمين في قرى شرق صيدا، إلا كزوّار أو غرباء… في بلدةِ أنان شرقَ مدينةِ صيدا، هذه البلدةُ الواقعةُ في قضاء جزِّين، وهيَ معبرٌ لآلافِ العائلاتِ الصيداويَّةِ يوميًّا، تُعلَنُ جِهارًا أنَّ ما كانَ قائمًا منذُ سنين، لم يَعُدْ ساريَ المفعول: ممنوعٌ بيعُ الأراضي فيها لغيرِ المسيحيِّين. يعني ببساطة: ممنوعٌ بيعُ المسلمين أيَّ عقاراتٍ في البلدة.خطوةٌ ستشهدُ خطواتٍ مشابهةً من بلديَّاتٍ وبلداتٍ أُخرى في القضاء، لتُؤكِّدَ أكذوبةَ “العيشِ المشترك” بين صيدا وجوارِها. فبمثلِ هذه التصرُّفاتِ، تَتَمَظْهرُ حقائقُ النفوس: لا مكانَ للآخَر في جغرافيا لبنانَ الضيِّقة.ومهما كثُرَ التَّكاذُبُ والنِّفاق، ففي ساعاتِ الحقيقة… تَظْهَرُ الحقائق.