تحميل

إبحث

في الصميم

أميركا تغادر سوريا

American Base

شهدت سوريا على مدار العقد الماضي تحولات أمنية وسياسية دراماتيكية، ترافقت مع تدخلات دولية متعددة، كان للوجود العسكري الأميركي فيها دور بارز ومؤثر في المشهد العام. تأتي أخبار الانسحابات الأميركية من القواعد العسكرية في سوريا لتؤشر إلى أن ما يجري خلف الكواليس يؤشر إلى تفاهم أميركي-إسرائيلي حيال الهدوء الذي ستشهده سوريا في القادم من الأيام

تتوزع قواعد القوات الأميركية في مناطق استراتيجية شمال وشمال شرق سوريا، لتشكل جزءًا أساسيًا من اللعبة الجيوسياسية المعقدة التي تشهدها البلاد والمنطقة. اليوم، مع الحديث عن انسحاب أميركي متوقع من بعض النقاط، نعرض لهذه القواعد، أهميتها ودورها، والتحديات التي تواجه مستقبلها.

القواعد ومواقعها

تُقدر مصادر محلية متابعة عدد القواعد العسكرية الأميركية في سوريا بنحو 10 إلى 15 قاعدة متفرقة، تختلف في حجمها ووظيفتها. تتمركز هذه القواعد بشكل رئيسي في محافظات الحسكة، الرقة، دير الزور، وشمال شرق سوريا، في مناطق يسيطر عليها بشكل كبير “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، الحليف الرئيس للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم “داعش”.

من بين القواعد المعروفة: قاعدة التنف في جنوب سوريا على الحدود مع العراق والأردن، والتي تشكل نقطة استراتيجية مهمة، وقواعد صغيرة في مدن مثل الحسكة، الرميلان، والقامشلي، حيث تركز على دعم عمليات مكافحة الإرهاب وحماية حقول النفط والغاز.

المشهد السوري والإقليمي

من الأهداف الرئيسية لتواجد هذه القواعد السيطرة على مصادر الطاقة، إذ تسيطر القوات الأميركية وقسد على حقول النفط والغاز في شرق سوريا، الأمر الذي يُعدّ ورقة قوة اقتصادية واستراتيجية في الحرب السورية، ويؤثر على ميزان القوى في المنطقة.

كما تمثل هذه التمركزات الأميركية قاعدة انطلاق رئيسية لدعم وتدريب قوات سوريا الديمقراطية، وتزويدها بالمعدات، مما مكن هذه القوات من تحقيق انتصارات حاسمة ضد “داعش”. إضافة إلى محاربة التنظيمات الجهادية كجزء من الالتزام الدولي بما يعرف بمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط.

كذلك كان من أهداف هذه القواعد المساهمة في محاولة تحجيم نفوذ إيران وروسيا في سوريا، حيث تستخدمها واشنطن كحجر أساس لاستراتيجية ردع في مواجهة التدخلات الإيرانية والروسية.

المهام

تتنوع مهام هذه القواعد بين:

  • المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية: تقوم بدور رقابي على تحركات الميليشيات المختلفة وحركة الطائرات والأسلحة.
  • التدريب والتسليح: تقديم الدعم الفني والتدريب المستمر لقوات التحالف السوري التي تعمل معها.
  • الدعم الجوي واللوجستي: توفير غطاء جوي ودعم لوجستي للعمليات العسكرية في المنطقة.
  • التنسيق مع الحلفاء الإقليميين والدوليين: تعمل كمركز للتنسيق بين القوات الأميركية وحلفائها الإقليميين والدوليين.

المستقبل والتحديات

تختلف السياسات الأميركية تجاه سوريا من إدارة لأخرى، لا سيما في الواقع المستجد على الساحة السورية اليوم، ما يجعل مستقبل الوجود العسكري الأميركي غير واضح، خصوصًا مع التركيز المتزايد على الانسحاب التدريجي أو إعادة التوازن العسكري نحو آسيا.

لكن من الواضح أن الولايات المتحدة قد اختارت التقليص التدريجي لتواجدها في سوريا بناءً على تقييمات أمنية وسياسية مستجدة، مع إبقاء التركيز على دعم قوى محلية لتحقيق الأمن، والتحول نحو دور استخباراتي أكبر لهذه المراكز.

قد تكون الخطوة الأميركية المستجدة، إن تحققت، مؤشراً على النهج الجديد لسياسة الإدارة الأميركية تجاه سوريا الجديدة، ونتيجة لصراع النفوذ بين الولايات المتحدة من جهة، وروسيا وإيران وتركيا من جهة أخرى. كما يدخل ذلك في رسم ملامح مستقبل الحل السياسي في سوريا ومسار إعادة الإعمار، خصوصًا فيما يتعلق بمصادر الطاقة والاقتصاد.

الوجود العسكري الأميركي في سوريا محور حساس في الصراع الإقليمي والدولي، يعكس تقاطعات المصالح المعقدة والمتغيرة. يعتمد مستقبل هذه القواعد على عوامل داخلية وخارجية متشابكة، منها التطورات الميدانية في سوريا، والتحولات السياسية في واشنطن، وميول القوى الإقليمية والدولية.

تتنوع مهام هذه القواعد بين:

• المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية: تقوم بدور رقابي على تحركات الميليشيات المختلفة وحركة الطائرات والأسلحة
• التدريب والتسليح: تقديم الدعم الفني والتدريب المستمر لقوات التحالف السوري التي تعمل معها.
• الدعم الجوي واللوجستي: توفير غطاء جوي ودعم لوجستي للعمليات العسكرية في المنطقة
• التنسيق مع الحلفاء الإقليميين والدوليين: تعمل كمركز للتنسيق بين القوات الأميركية وحلفائها الإقليميين والدوليين

أميركا باقية في (القرية الخضراء)

وسط تكهنات حول مستقبل الوجود العسكري الأميركي في سوريا، تبقى قاعدة العمر، المعروفة أيضًا باسم “القرية الخضراء”، واحدة من أبرز المواقع التي تصر واشنطن على الحفاظ عليها. فما هي الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة للبقاء في هذه القاعدة الاستراتيجية رغم كل التحديات؟

تقع قاعدة العمر في منطقة شرق الفرات بشمال شرق سوريا، وتعتبر مركزًا حيويًا للقوات الأميركية، ويعود بقاء القوات فيها إلى عدة عوامل:

  1. موقع استراتيجي: تقع القاعدة بالقرب من حقول النفط والغاز السورية، التي تشكل مصادر اقتصادية حيوية تساهم في تقوية القوى المحلية المتحالفة معها والحفاظ على الاستقرار النسبي في المنطقة.
  2. مكافحة الإرهاب: تلعب القاعدة دورًا رئيسيًا في التنسيق العملياتي ضد تنظيم “داعش” وتهديداته، حيث توفر دعمًا لوجستيًا وجويًا لقوات التحالف وقسد.
  3. ردع النفوذ الإيراني والروسي: حضور الولايات المتحدة في قاعدة العمر يمثل جزءًا من استراتيجيتها لمواجهة التمدد الإيراني والروسي في سوريا والشرق الأوسط بشكل عام.
  4. تحالف مع قسد: تعتمد واشنطن بشكل كبير على قوات سوريا الديمقراطية كشريك أساسي على الأرض، والقاعدة توفر لهم الدعم المباشر والتدريب المستمر.
  5. الحفاظ على النفوذ الإقليمي: تعتبر القاعدة نقطة ارتكاز لتعزيز النفوذ الأميركي في منطقة الشرق الأوسط، ضمن شبكة قواعد عسكرية تمتد في دول الجوار.
العلامات

يعجبك ايضاً

أترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تفعيل التنبيهات نعم كلا