تحميل

إبحث

في الصميم

في رحلة البحث عن “بيضات”

Chickens and saida

يُعَدُّ النَّصُّ أدناه مفتقِراً لأبسطِ قواعدِ الاشتباكِ الأخلاقي في زمنِ المساواةِ والجندرةِ وحقوقِ المرأةكلامٌ سيخسر صاحبُه كثيراً من الاحترامِ والتقديرِ والتعاطف، لاسيما في أوساط “الجنس اللطيف” ومجموعاتِ المهذَّبين الذين ينبذون العنفَ اللفظي والجسدي والأسري، وكل ما بات يستتبع ذلك من لوازمِ أدبياتِ زمنِ الخفّة كالذي نعيشه

كما خابرني كثير من الأصدقاء والناصحين متسائلين عن كثرة الانتقاد لما يجري في صيدا اليوم دون الأضاءة على جوانب أيجابية كثيرة تحصل. للأمانةِ والحقيقةِ الإنسانيةِ بمفهومِها الشمولي، لا بدَّ من بضعِ كلماتٍ بسيطةٍ مُعبِّرة، بعيداً عن التكلّف والتزلّف والمواربة والمجاملات، تشرح واقعَ صيدا والقائمين على شؤؤنها اليوم، ونحن على أبوابِ استحقاق كبير كالانتخاباتٍ النيابية. لم نجد إنجازا واحدا للمجلس البلدي بعد نحو ١٠٠ يوم على توليه المهام لكي يتم تناوله بإيجابية. أيعقل ذلك؟ صفر نتائج.

 ####

كلنا نعلم أن صيدا تعاني من مشكلاتٍ جمّة، في السياسة والاقتصاد والمجتمع والدين والبيئة والعمل والتجارة والسياحة… الكل يعرف ذلك. كلنا نعلم أن المطلوب كثير، وأن علينا جميعاً تقع المسؤولياتُ الجِسام، وأنه لا يجب تقاذفها والهروب منها بتحميلها لِـ”آخر“.

قد يستفيض العارف والجاهل في سرد مشكلات العاصمة الثالثة للبلد، وتشخيصها وسبل معالجتها ومقاربة ملفاتها المتعددة… سيُقال الكثير، ويُقال بالفعل الكثير. لكن لو أردنا اختصارَ العديد من هذه المشكلات وطرق علاجها بكلماتٍ مبسطة، على الطريقة الصيداوية

“المدينة تحتاج إلى بَيْضات”… فقط لا غير.

عندها ستجد إن الكثير من الأمور التي تبدو كالجبال يمكن حلها بكلمة، بفكرة، بموقف، بأرادة ثابتة، بنيةٍ حسنة، وليس البحث دوماً عن عصا سحرية وقوى خارقة.

فما هي العلاقة التشاركية بين “البيضات” والإنتاجية وتصحيح المسارات الخاطئة وتحقيق الإنماء والتطوير والتحسين؟ يتبيّن أن التقاطعات كثيرة، على الرغم من تباعد “البيضات” كرمزٍ ذكوري فاضح لا يستساغ تناوله عن العمل والتقدم بمفهومه الأعم.

 ####

لا تعرف صدقاً من أدخل في عقول وأذهان كثير من “المستجدين” والطارئين وحتى القدامى العاملين في شؤون العامة وأمور الناس، لا سيما في هذا المجلس البلدي الجديد، أن مزيداً من الانبطاح والميوعة والتزلف يساهم في تسيير وتيسير الأمور وحلها؟

 يهولك ما تسمعه عمّا يتم تقديمه كقرابينَ مجانية على مذبح حقوق وكرامة ومكتسبات صيدا وأهلها كل يوم، دون أن يحرك أحد ساكناً. يهولك العجز والجبن و”الطوبزة” التي باتت متأصلة في كيانات هؤلاء حدَّ التقزّز.

 تفتقد المدينة إلى رجال ونساء عاديين طبيعيين، ليس الحديث هنا عن نماذج الإسكندر المقدوني وصلاح الدين وجان دارك. أشخاص عاديون قادرون وقادرات على أن يقولوا “لا” بوجه “الغزاة” الذين يجتاحون صيدا وأهلها وحقوقها كل يوم، بمسمياتٍ وأشكالٍ ونماذج تشبه “الثعالب العنصرية” في ثياب حملان وديعة. أن يكون لديهم موقف علمي وواضح وثابت من الأشياء والمواضيع لأن “الرمادية” لا تنضح ألوان حياة. 

ليس للديوك “بَيْضات” حُكماً، لكنها تبقى ديوكاً، لذا من المعيب أن تموت دجاجة. من ليس أهلاً لمسؤوليةٍ أو موقعٍ أو موقفٍ أو مكانة… فليصلي لربه كي يبقيه صوصاً.

لا ضير في ذلك، على العكس. تماما، لا أجمل من براءة الطفولة. ذلك في بيوت أهلكم وملاعب المدرسة ونزهات الأصدقاء، وليس في معترك السياسة والشأن العام والمعارك اليومية الوجودية الطاحنة في بلدٍ كلبنان. جلّس ظهرك قليلاً

قد يكون من أنجح المشاريع التجارية الاستثمارية التي تحتاجها المدينة اليوم، مدرسةٌ لتخريج الديوك..

eggs and chickens on the street
separator
العلامات

يعجبك ايضاً

أترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تفعيل التنبيهات نعم كلا