تحميل

إبحث

في الصميم

اغتيال “تنورين”… قنّينة ماء تُسقط وطناً

tannourine_battle

نعم، ليستِ القضيّةُ مجرّد “تلوّثٍ مائيٍّ” قد يَصِحّ، وفي أغلبِ اليقين سيصدرُ غداً الخميس تقريرٌ على الطريقةِ اللبنانيّة “المُلوفكة”، ليقولَ ويُمَجَّ ويَعْلَك في عباراتٍ ومفرداتٍ مُنْتَقاةٍ بشكلٍ دقيقٍ لا تَقتُلُ الدِّيب ولا تُفني الغنم.

“مياهُ تنورين” قضيّةٌ سياسيّةٌ بالغةُ الأهميّة. هي قضيّةُ وطنٍ يتمُّ احتلالُهُ وإخضاعُ الأحرارِ فيه ليكونوا إمّا عبيداً أو مهاجرين. هي ببساطةٍ قصّةُ الثورِ الأسودِ الذي أتحفنا بحكمتِه حين قال: “أُكِلتُ حين أُكِلَ الثورُ الأبيض”. الغولُ هو نفسه، وحشٌ قاتلٌ يتغيّرُ اسمُه بتغيّرِ الزمانِ والمكان، لكنّهُ يبقى الشرّيرَ الذي لا يُريدُ الخيرَ لأحدٍ يُعاكِسُ ما يراه.

لو عَلِمَ اللبنانيّون يوماً ماذا يشربون، لَضحَّوا قليلاً ولَبكوا كثيراً. لكنّها اليوم حربُ السياسةِ والنفوذِ والمالِ والمصالحِ والماركاتِ الأخرى، وجدتْ في “تنورين” فرصةً للانقضاضِ على مؤسّسةٍ تكبُرُ وتتمددُ في السوق لتأخذَ حصّةً أكبر ممّا يُسمَحُ لها في لعبةِ تنازُعِ المصالحِ والمال.

ما أقدمَ عليه وزراءُ الزراعةِ والصحّةِ في حكومةِ العهدِ الجديد شبيهٌ بـ”الحلفِ الرباعي” الذي من الممكن أن يركَبَ في لحظاتٍ حين تتقاطعُ مصالحُ المتناقضين في هذا البلدِ على حسابِ الناس.

تخيَّلْ في لحظةِ فِراقٍ سياسيٍّ بين “حزبِ الله” و”الحزبِ التقدّمي الاشتراكي”، يمكنُ لِقِنّينةِ ماءٍ أن تُعيدَهُ إلى التلاقي. لا لشيءٍ، فقط لأنّ المصلحةَ الظرفيّةَ تتقدَّمُ على مصالحِ الناس جميعاً. هنا لا تبحث عن المرأة، إبحث عن قناني مياه في مهرجان حاشد، لتفهم حقيقة ما جرى!

إن تركتُم “تنورين” اليوم للمنقَضّينَ عليها، سيَطالُكم السكينُ من بعدها، مهما حاولوا أن يُلبِسوا الموضوعَ لُبوساً غيرَ حقيقتِه. فتنَبَّهوا!

العلامات

أترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تفعيل التنبيهات نعم كلا