أكَّدت مصادرُ مطَّلعة أنّ المملكةَ العربيّةَ السعوديّة قد دخلت بالفعل على خطِّ الانتخاباتِ النيابيّة في مدينةِ صيدا، وذلك عبرَ الدَّعمِ المباشر لأحدِ الأقطابِ السياسيّة المحليّة في المدينة، وأنّها لن تقفَ على مسافةٍ واحدةٍ من جميع “المُرشَّحين المحتملين” كما تردَّد سابقًا. وأشارت المصادرُ إلى أنّ باكورةَ الدَّعم السعودي لهذا المُرشَّح ستبدأ بالظهورِ تباعًا، وأُولى تجلّياتها سيكون بأكثرَ من 800 حصّة إعاشة غذائيّة سيتم توزيعها على “مُحتاجين” في المدينة، عبر “كرتونات” ستنزل إلى الشوارع وتدخل البيوت خلال أيّام قليلة، وأن ميزانية مالية معتبرة قد رصدت لدعم هذا المرشح في معركته الانتخابية المقبلة أمام منافسيه، وحلفائه المحتملين على السواء…
يشبِّهُ مصدرٌ صيداويٌّ مخضرَم في العمل السياسي بالمدينة، منذ سنين طوال، حظوظَ أحدِ المرشَّحين الجُدد المُندفعين للانتخاباتِ النيابية المقبلة، بحظوظَ مارين لوبان بالفوزِ بالانتخابات الفرنسية. فكما أنَّ المزاجَ العامَّ الفرنسي لم يتآلَفْ بعد مع فكرةِ وجودِ امرأةٍ على رأسِ الدولة، على الرغمَ من كلِّ الحداثة والجَندَرة وأفكار المساواة، كذلك المزاجُ العامُّ الصيداوي لن يقبلَ بانتخابِ أحدِ المرشَّحين المشكوكٍ في صِحَّةِ انتماءِ أصولِهم إلى المدينة، فحين يصل الأمر إلى صندوقة الاقتراع يصبح الاختيار “صيداوي أُح”… مهما بلغ الزفت مبتغاه.
من المتوقّع أن يُفرج وزير الصحّة، ركان ناصر الدين، عن مبلغ سبعين ألف دولار أميركي لصالح المستشفى التركي في صيدا، مقدَّمة من أحد الصناديق العربيّة، بهدف تأهيل قسم غسيل الكلى ليكون قادرًا على تقديم خدماته للمرضى. وبحسب مطّلعين، يضمّ المستشفى نحو ثماني آلات لغسيل الكلى، فيما سيشمل المبلغ المرصود أيضًا تأهيل غرفة استقبال كبرى للمرضى. وهنا تبرز تساؤلات حول الكلفة الفعليّة لمشروع التأهيل برمّته، وعما إذا كانت إدارة المستشفى التركي، وهو مؤسّسة عامّة، قد التزمت بقانون الشراء العام وطرحت موضوع التأهيل للمناقصة. غير أنّ السؤال الأبرز يظلّ متعلّقًا بهويّة المتعهّد الفائز بالأموال “الفضفاضة” للمشروع، والذي تبيّن أنّه شخصيّة محلية تشغل منصبًا وظيفيًّا مهمًّا وحسّاسًا في المدينة منذ فترة.