رَصَدت مَصادِرُ تَربَويّةٌ مُتابِعة، ظاهِرَةً خَطيرةً بَدَأَت بالتَّنامي والانتِشار كالسَّرطانِ الخَبيث في عَدَدٍ مِن مَدارِس صَيدا الرَّسميّة الأساسيّة والفّاعِلة، سَيكونُ لَها تَداعِياتٌ خَطيرةٌ على حاضِرِ المُدينةِ ومُستَقبَلِها اجتِماعِيًّا وتَربَويًّا وثَقافِيًّا. وتَتَمَثَّلُ في استِقدامِ كَوادِرَ تَعليمِيّةٍ وإداريّةٍ مِن خارِجِ المَدينة ومن “لون معين” وفَرضِها بِطُرُقٍ مُلتَوِيَة على هذِه المَدارِس لِتَكريسِ أَمرٍ واقِعٍ يَصعُبُ تَغييرُه لاحِقًا، وذلِكَ باستِغلالِ مَنصِبٍ حَسّاسٍ في دائِرَةِ التَّربِيَة في “السِّراي” لِفَرضِ هَذا المَوضوعِ بِشَكلٍ مُمنهَج. وأَكَّدَت المَصادِرُ المُطَّلِعَة أَنَّ كَونَ مُديرِ المَدرَسَةِ ظاهِريًّا مِن صَيدا، لا يَعني شَيئًا فِعليًّا، لأَنَّ أَغلبَ هؤُلاءِ المُدَراء باتوا يَقِفون عاجِزين أَمامَ التَّغَييراتِ الّتي تَشهَدُها المَدارِسُ مِن الدّاخِل نَتيجَةَ ضَخامَةِ عَددِ الأَساتِذَةِ الّذينَ يُؤتَى بِهِم مِن آخِرِ بِقاعِ الأَرضِ وفَرضِهِم بِالسّاعَةِ وبِالتَّعاقُدِ ووُصولًا إلى التَّثبِيت. اللّافِتُ بالأَمرِ سُكوتُ نائِبِ صَيدا السّابِقَة بَهيَّة الحَريري على هَذا الأَمرِ الّذي يَحصُلُ على مرئى ومَسمَعٍ مِنها دُونَ أَن تُحرِّكَ ساكِنًا، وهيَ المَعرُوفُ عَنها اضطِلاعُها بِواقِعِ القِطاعِ التَّربَوي والتَّعليمِي بِكُلِّ مَفاصِلِه، وإِدراكُها لِخُطورَةِ ما يَحصُل. فَكَثرَةُ الضِّباعِ تَغلِبُ الأَسَد، فمتى ستحّرك هذه المدينة ساكناً.
يكثرُ السؤالُ في الأوساطِ السياسيةِ اللبنانية عمّا إذا كان النجلُ الأكبرُ للرئيسِ رفيق الحريري، بهاء، عائدًا إلى البلد بغطاءٍ دوليّ أو عربيّ، وتحديدًا سعودي، على اعتبار أنَّ هذا الأمر سيكون مؤشّرًا داعمًا لمسيرةِ الرجل والدور الذي من المفترض أن يلعبه، باعتبار أنَّه لا حَظرَ سعوديًّا عليه كما هو الحال بالنسبة لسعد وتيّار المستقبل، حتّى الآن أقَلَّه، وما سيعنيه ذلك. اللافت، بحسبِ مصادرٍ مطّلعة، أنَّ بهاء لم تتم دعوتُه من قبلِ السلطاتِ السعودية المعنيّة إلى فعاليات “اليوم الوطني السعودي” الذي أُقيم منذ يومين في فندق “فينيسيا”، على الرغم من تواجده في بيروت، ما فسر باعتباره تجاهل سعودي لكل الحركة السياسية والاجتماعية التي يقوم بها. في المقابل، سُجّل حضورٌ لافت للنائب بهية الحريري وأمين عام تيّار المستقبل أحمد الحريري. بهاء، منعًا للإحراج، قرّر مغادرةَ لبنان قبل الحدث حيث رُصِد في العاصمة الأردنيّة عمّان، يومها.
ظاهرةٌ “شاذّة” جديدة تُضافُ إلى ظواهرَ كثيرةٍ مِثلَها تُعاني منها مدينةُ صيدا على أكثرَ من صعيدٍ، وباتت مُكرَّسةً بحُكمِ قوّةِ الأمرِ الواقع، دونَ حسيبٍ ولا رقيبٍ. المكان: الكورنيش البحري الجديد في صيدا، مقابل مدرسة “المقاصد”. إنّه الشارعُ الفرعيّ العريضُ الموازي لأوتوستراد الجنوب الداخليّ، الذي حوَّله عددٌ من أصحاب المقاهي المخالفين أصلاً بطاولاتهم وكراسيهم وخيمهم، إلى موقفٍ خاصٍّ لروّادِهم دون أحد سواهم. فقد شكا عددٌ من أهالي المدينة من منعِ أصحابِ هذه البسطات غيرِ القانونيّة السيّارات من الرَّكن في هذا الشارع، إن لم يكن أصحابُها يريدون الجلوس أو الشراء من البسطات هناك. كما شكا الأهالي لـ”البوست” من تحوُّل المنطقة إلى مرآبٍ كبيرٍ للشاحنات، التي يتعامل سائقوها مع المكان والشارع باعتبارِه بيتَهم الثاني، في الليل والنهار…. من الطبيعيّ أن تتزايد هكذا ظواهرُ مع شعور المواطنين بتراخي البلديّة عن أداء دورها وتطبيق القوانين. وإذا كان الأعضاء يتقاتلون فيما بينهم على تنظيف الشوارع ، فهذا شارعٌ برسمِ جهودِكم الطيبة للتنظيف، ليس من الأوساخ فحسب!