أزمة النفايات في صيدا إلى تفاقم، فمعمل المعالجة لا يقوم بمهامه، وجمع النفايات بحاجة إلى رقابة فعّالة. وما زالت لجنة مراقبة المعمل من دون تشكيل، بسبب إصرار رئيس البلدية الجديد، مصطفى حجازي، على ترؤس اللجنة، في مقابل إصرار عضو المجلس البلدي، محمد دندشلي، على ترؤسها، مقدّمًا تبريرًا بأن الصفة البلدية والتعاقدية لحجازي مع المعمل تمنعه من تولّي رئاسة اللجنة المذكورة. فهل بدأت معالم التعطيل للعمل البلدي، الذي كان يُخشى منه جرّاء نتائج الانتخابات الأخيرة، بالظهور عمليًّا؟ وهل ستدفع المدينة مجددًا ثمن التجاذب والتحاصص السياسي؟
ذَكَرتْ مصادرُ مطّلعةٌ أنَّ هناك توجُّهًا غيرَ مُعلَنٍ لدى أغلبِ القوى السياسيّةِ الفاعلةِ في صيدا لإحداثِ تغييرٍ في أحدِ المناصبِ المهمّة في كُبرى المؤسّساتِ الدينيّةِ في المدينة، بعد عقودٍ من استمرارِ شخصيّةٍ معيّنةٍ في تبوُّء هذا المنصب، وجمعِها، خلافًا للقوانين، بين منصبَين لا يَحقّ لها الجمعُ بينهما. وأشارت المصادر إلى أنَّ المعضلةَ الفعليّةَ حاليًّا هي عدمُ توافقِ هذه القوى على اسمٍ يكونُ مقبولًا من جميعِ الأطراف.
توقّفت مصادرُ صيداويّةٌ مطّلعةٌ عند سعي أحدِ الأقطابِ السياسيّين في المدينة إلى تحسينِ صورتِه لدى مرجعيّةٍ سياسيّةٍ كبرى، مستغلًّا مناسبةً دينيّةً مذهبيّة، مع تسجيلِ دخولِ أكثر من “صديقٍ مشترك” على خطِّ التهدئة، لرأبِ ما قد انقطع بين الطرفَين، وذلك في إطارِ الاستعداداتِ للانتخاباتِ النيابيّةِ المقبلة، ورسمِ خارطةِ التحالفاتِ التي ستتشكل. فهل ينجحُ العطّارُ في إصلاح ما أفسدتْه “ثورةُ ١٧ تشرين”؟