منذ أيامٍ أعلن وزير المالية ياسين جابر أنّ الطوابع الأميرية صارت متوفّرة في عددٍ من المؤسسات، ومنها شركة “ليبان بوست”. ولما كان الزميل وفيق الهواري بصدد تقديم طلبٍ إلى بلدية صيدا للحصول على بعض المعلومات، وكان يتطلّب الأمر منه الحصول على طابع، توجّه إلى مكتب “ليبان بوست”. وسأل أحد الموظفين عن الطوابع، فجاء جوابه حادًّا: “لا طوابع لدينا”. ولما أخبره بأنّ الوزير قال: “إنّها متوفّرة لديكم”، اكتفى الموظف بهزّ رأسه من دون أن يجيب. بعدها تقدّمت إحدى الموظفات نحوه بكلامٍ عالِ النبرة قائلة: “لدينا طوابع لمعاملاتنا فحسب، ولا نبيعها لأحد”. فردّ عليها: “هل أستطيع نقل ما تقولينه في تقريرٍ صحفي؟” فأجابته باستنكار: “أتريد التحقيق معي؟”. هل يستطيع الوزير توضيح ما يحصل، لاسيّما وأنّ “مافيا الطوابع” ما زالت ناشطة في كلّ الدوائر الرسمية؟
صيدا في قلب الحدث. قد لا يَعلَمُ كثيرون بحقيقةِ ما يَجري في كواليسِ السياسةِ المحليّة والإقليميّة، لكنَّ المؤكَّد أنَّ المدينةَ في قلبِ الحساباتِ الكبرى، وإنْ لم يَستشعرْ أهلُها حجمَ المعركةِ “التأسيسيّةِ” المُقبلةِ عليها في القادمِ من الأيام، والتي ستتسارعُ وتيرتُها بشكلٍ جدّيٍّ وواضح. مصادر سياسية مطلعة تؤكد أنّه ليس تفصيلاً عابراً أن تختار دولة إقليمية كبرى، ذات ثقل سياسي وتأثير دولي عظيم، قطباً صيداوياً دون غيره من الشخصيات السُنية على امتداد المساحة اللبنانية الكبرى. فالرسالة واضحة لمن يهمه الأمر: هذا الرجل هو “رجلنا الأول” سُنياً في لبنان اليوم، ومعركته النيابية في صيدا لن تكون مجرّد استحقاق محلي عادي، بل مواجهة مفتوحة لن يُسمح فيها بخسارته، مهما بلغت الأثمان، فزينوا حساباتكم وفق هذه المعايير. وبحسب متابعين، فإنّ هذه المعركة تتجاوز حدود الصندوق الانتخابي، إذ تحمل في طياتها إشارات ورسائل سياسية على أكثر من مستوى. نجاح هذا القُطب في فرض نفسه لاعباً أساسياً في مدينته سيكون بمثابة نقطة انطلاق على طريق أوسع، قد توصله بعد الانتخابات إلى السرايا الحكومية. وبالفعل بدأت “المحرّكات” بالدوران لهذه الغاية…
تَجهَدُ شخصيةٌ صيداويةٌ ناشطةٌ في العملِ الجمعياتيِّ والتقاط الصور في تقديمِ نفسِها باعتبارِ أنَّه تمَّ تعيينُها “مدير مكتبٍ صيدا” لأحد “العائدين” للاضطلاعِ بدورٍ سياسيٍّ واجتماعيٍّ في المدينة، وذلك من دون أن يتقاضى راتبا لمدة 6 أشهر يصار بعدها إلى اتخاذ القرار النهائي بتثبيته في منصبه من عدمه، بحسب عارفين. وفي حين تُؤكِّدُ مصادرُ متابعةٌ أنَّ الحلقةَ الضيّقةَ المحيطة بهذه “الشخصيةِ الثرية” منعتْ أحدًا من اختراقِها للوصول إليه على صعيدِ المدينة، بدليلِ أنَّ الغداءَ الذي جمعَ هذه الشخصيةَ بعددٍ من المقرَّبين وفريق عمله في أحدِ مطاعمِ برمانا الفاخرة منذ أيام، سَجَّلَ غيابَ مديرُ مكتبِ صيدا المفترض، علماً أن حديث المائدة دار حول المدينة بشكل كبير.