رَصَدَتْ عدسةُ جريدةِ “البوست” صباحَ أمسِ الأحدِ إحدى الشاحناتِ التابعةِ لشركة NTCC العاملة في جمع وكنس النفايات ضمن نطاق مدينة صيدا واتحاد بلديات الزهراني وهي تقومُ بجمعِ النفاياتِ من إحدى قرى منطقةِ جزّين تمهيدًا لنقلِها إلى صيدا، علمًا أنّ قرى منطقةِ جزّين لا تقع ضمن اتحادِ بلديّاتِ صيدا-الزهراني. يُعَدُّ هذا الأمرُ المُشبوهُ والمُخزي مخالفةً صريحةً في وضحِ النهارِ للقوانينِ والأنظمةِ المرعيّةِ الإجراء. فإلى متى ستبقى صيدا مكبًّا للنفايات؟ وإلى متى سيبقى حائطُها “واطيا”، بعد أن حوَّلها تواطؤُ مسؤوليها والقائمون على شؤونها مشاعًا يَلمُّ أوساخَ الآخرين، وكأنّ أوساخَهم لا تَكفي المدينة المظلومة؟
اِسْتَغْرَبَت أوساطٌ صيداويّةٌ مُعْنِيَّةٌ بالشأنِ العامِّ الشَّكْلَ وَالمَضْمُونَ لِلْبَيَانِ المُفْتَرَضِ أنَّه صادِرٌ عَنْ بَلَدِيَّةِ صَيْدا، وَالمُتَعَلِّقِ بِمَوْضوعٍ بالِغِ الأهمِّيَّةِ وَالحَساسيَّةِ وَالإجْحافِ بِحَقِّ المَدِينَةِ، وَهُوَ مَوْضوعُ مِرْفَأِ صَيْدا المُعَطَّلِ ظُلْماً وَعُدْواناً مُنْذُ سِنِينَ. فَفي حِينٍ أَنَّهُ تَمَّ نَشْرُ وَتَوْزيعُ الخَبَرِ بِاعْتِبارِهِ صادِراً عَنِ الدائِرَةِ الإعلاميَّةِ لِلْبَلَدِيَّةِ، تَبَيَّنَ مِنْ فَحْوَى النَّصِّ أنَّهُ مَكْتوبٌ بِقَلَمِ مُحَمَّد دَنْدَشْلي (أبو سُلْطان) وَمُوَقَّعٌ بالختام بِاسْمِهِ. فَهَلْ هُوَ بَيانٌ رَسْمِيٌّ تَتَبَنَّى مُضْمُونَهُ البَلَدِيَّةُ حَسَبَ ما وَرَدَ فِي النَّشْرِ، أَمْ هُوَ مَقالُ رَأْيٍ لِلدَّنْدَشْلي عَنْ رُؤْيَتِهِ الخاصَّةِ لِمَوْضوعٍ يُطَال كُلَّ المَدِينَةِ وَأهْلِها حاضرا ومستقبلاً؟ أم هو فصل جديد من فصول التناحر المكتوم بين تعددية الرؤوس في هذا المجلس الهجين؟
منذ أيام تداولت معلومات عن إطلاق بلدية حارة صيدا (وهي “بلدة” تقع على الجنوب الشرقي لمدينة صيدا)، حملة شاملة لتنظيف الشوارع الرئيسة في البلدة بالتعاون مع شركة IBC، المسؤولة عن معمل فرز ومعالجة النفايات المنزلية الصلبة في صيدا، “التي قدّمت الدعم اللوجستي الكامل من آليات وفرق عمل بتوجيهات مباشرة من المدير العام للشركة أحمد السيد، ووجّهت بلدية حارة صيدا شكرًا وتقديرًا لتعاونه”. ومنذ أيام أيضًا نشر بعض وسائل الإعلام خبر لقاء تم بين رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بهية الحريري ومدير عام شركة IBC أحمد السيد بحضور رئيس بلدية صيدا مصطفى حجازي، جرى خلاله عرض للواقع البيئي في مدينة صيدا. لمن لا يعلم فإن معمل معالجة النفايات لا يعمل بصورة منتظمة منذ خمسة أعوام وتوقف عن العمل بصورة كاملة لأكثر من عامين، واستطاع خلال هذه المدة بناء تلال من النفايات حول معمل المعالجة وفي الأرض المردومة التي تعود إلى بلدية صيدا. طوال هذه الفترة وحتى اليوم ما زال المعمل يتقاضى بدل معالجة كميات النفايات والتي لا تُعالج، ولا يُعرف وزنها الحقيقي من قبل اتحاد البلديات الذي يوقّع الفواتير ويحيلها إلى الوزارات المعنية ليتم دفعها من المال العام. قبل فترة بدأ حجازي يسوّق بأنه بصدد اتفاق مع الشركة المذكورة لتقوم بكنس مدينة صيدا لمدة عام بكلفة تصل إلى نحو ٣٠٠ ألف دولار تتحملها إدارة المعمل، ويبدو أن هذه الكلفة ستكون بديلًا عن مبلغ يصل إلى نحو ٧ ملايين دولار أميركي كلفة معالجة نفايات لا تُعالج. ويبدو أن هذه سياسة إدارة المعمل أن تقدم خدمات طفيفة لبعض بلديات اتحاد صيدا الزهراني مقابل الاستمرار بتوقيع فواتير معالجة نفايات لا تُعالج. وترددت معلومات عن أن إدارة المعمل قد تقدم دعمًا ماليًا لبلدية صيدا.