تحميل

إبحث

في الصميم

أيها الصيداويون… أي لحم تأكلون؟

spoiled_meat_awareness

منذ أكثر من أسبوع، يعيش الصيداويون على وقع أزمة “اللحم المجهول”. فالمسلخ البلدي في المدينة أقفل بقرار من محافظ الجنوب، بعد أن تبيّن أنّه لا يلبّي الحدّ الأدنى من الشروط الصحية والفنية والسلامة العامة، إذ كشف تقرير المعاينة عن انتشار الجرذان والحشرات داخله بشكل يهدّد الصحة العامة.

لكن السؤال البديهي الذي يفرض نفسه: إذا كان المسلخ الرسمي مقفلاً، فمن أين تأتي اللحوم التي تُباع في صيدا اليوم؟ وبأي شروط صحية وشرعية وغذائية يجري استهلاكها؟

مسؤوليات ضائعة… ومراوغة 

بحسب مصادر مطلعة تحدّثت إلى “البوست”، فإن أزمة المسلخ لا تختلف عن سائر مشاكل المدينة التي تتقاذفها الجهات المعنية هروبًا من المسؤولية. فالمحافظ يرمي الكرة باتجاه البلدية، والأخيرة تُلقي باللوم على تجار المواشي والقصّابين، فيما يغيب أي حلّ بديل – ولو مؤقت – بانتظار اجتماع يعقد اليوم لبحث المخارج.

 من المسالخ غير الشرعية إلى “الفاكيوم” والحرام

وحتى إشعار آخر، يبدو أنّ لحوم الصيداويين تصلهم عبر طرق متعددة، كلها تثير الريبة:

الذبح خارج المدينة: في مسالخ كالعاقبية وصبرا، من قِبل أشخاص لا تتوافر فيهم الشروط الشرعية، وهو أمر يُفترض أن يثير قلق المجالس الدينية ودوائر الإفتاء.

أماكن غير مؤهلة: بعضها لا يعدو كونه دكاكين قصّابين أو أقبية “تحت الدرج”، تفتقد إلى أي معايير صحية أو بيئية.

المسلخ القديم: تشير مصادر صيداوية إلى أن أحد المواطنين من آل حبلي – المحسوب على مرجعية دينية بارزة – يستخدم المسلخ البلدي القديم لذبح المواشي بشكل غير قانوني، في غياب أي رقابة رسمية.

اللحوم المفرغة من الهواء (فاكيوم): التي يطرحها بعض التجار في الأسواق لسدّ الفجوة الغذائية الناتجة عن الإقفال.

اللحوم المثلّجة: خصوصًا المستوردة من الهند، والتي لا تحظى بإجماع على مطابقتها للشروط الشرعية

يبقى الأخطر هو استغلال المسلخ القديم بشكل غير قانوني، ما يشكّل تعديًا على الأملاك العامة، وسط صمت البلدية وتراخي الجهات الرقابية التي اتخذت قرار إقفال المسلخ الجديد

اللحم بالأرقام

تستهلك المدينة وسطياً ما بين 25 ـ 30 رأس بقر، ونحو 40 رأس غنم يومياً 55% من الذبح في صيدا يذهب إلى استهلاك مناطق في الجنوب

هكذا، يجد الصيداوي نفسه أمام معضلة يومية: لحم بلا هوية، رقابة غائبة، وحلول ترقيعية . لتبقى الأسئلة معلّقة: من يحمي الصيداويين من "اللحم الملوّث"؟ ولماذا تتحوّل كل أزمة إلى مأساة إضافية تُضاف إلى سجلّ مدينة تُرهقها العشوائية والارتجال وتزيد من فوضى الغذاء فيها
al-Post
العلامات

يعجبك ايضاً

أترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تفعيل التنبيهات نعم كلا