تحميل

إبحث

في الصميم

الكرواسون المحشي كنافة

شارك

في زيارة تحمل مزيجًا من الجدية السياسية والنكهة الشرقية، حلّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضيفًا على لبنان. هنّأ الرئيس اللبناني الجديد، العماد جوزاف عون، وقدّم دعمه لتشكيل الحكومة المرتقبة برئاسة القاضي نواف سلام. ولكن كالعادة، لم تخلُ الزيارة من بعض المفارقات الطريفة، خصوصاً عندما وصل إلى مسامع ماكرون خبرٌ عن “كرواسون لبناني محشي بالكنافة”.

السياسة على الطريقة اللبنانية

ماكرون، الذي بات يُعرف في الأوساط اللبنانية بـ”خادم الجمهورية والمخلص من الفراغ الرئاسي”، بدأ زيارته بخطاب تقليدي، مفعم بكلمات الدعم والحب للبنان. وقف أمام عدسات الكاميرات وقال بحماس:
“لبنان هو قلب المتوسط، ولن أتوقف عن دعمكم حتى تتشكل حكومة قوية تمثل الشعب وتكون قادرة على إجراء الإصلاحات اللازمة”.
ولكن خلف الكواليس، كان ماكرون يواجه لغزًا من نوع آخر: “أين يمكنني أن أجد هذا الكرواسون بالكنافة؟”

الكرواسون بالكنافة: دبلوماسية النكهات

فور وصوله إلى بيروت، تسلّم الرئيس الفرنسي ملفًا دقيقًا، لا عن الأزمة الاقتصادية أو السياسية، بل عن هذا الابتكار الفريد في عالم المعجنات. قيل له إن الكرواسون المحشي بالكنافة يمثل لبنان بامتياز: فرنسي من الخارج، وشرقي أصيل من الداخل.

رد ماكرون بابتسامة ساخرة:
“هل يعقل أن يكون الحل للوضع اللبناني مختبئًا في مخبز؟”

توجه موكب الرئيس الفرنسي إلى أحد الأفران الشهيرة في بيروت لتذوق هذا الاختراع. جلس ماكرون برفقة جوزاف عون ونواف سلام، وأمامهم طبق من الكرواسون المقرمش بحشوة الكنافة الساخنة. بعد أول قضمة، قال ماكرون:
“هذا الكرواسون هو الحل الوحيد الذي استطاع الجمع بين الشرق والغرب. ربما علينا تقديمه في كل اجتماع حكومي!”

تشكيل الحكومة أم تشكيل الكرواسون؟

لكن سرعان ما طغت نكهة الكرواسون على نقاشات تشكيل الحكومة. اقترح أحد الحاضرين، بمزاح طبعًا، أن يُضاف بند إلى الدستور اللبناني ينص على تقديم الكرواسون المحشي بالكنافة في كل جلسة وزارية.

فرد نواف سلام بابتسامة:
“ربما هذا الحل أسرع من انتظار التوافق على الوزراء!”

ماكرون في الأسواق: من الكرواسون إلى الحمص

وفيما كان الموكب الرئاسي يجوب شوارع بيروت، أصرّ ماكرون على زيارة أحد الأسواق الشعبية. وقف أمام عربة كنافة وطلب من البائع أن يشرح له “الفلسفة” خلف هذا الطبق. وهنا قال البائع:
“سيدي الرئيس، نحن شعب نأكل السياسة كما نأكل الكنافة: ساخنة، مليئة بالمطاطية، ولا نعرف متى سنبتلعها!”

ضحك ماكرون وقال:
“إذا كانت الكنافة تشبه السياسة اللبنانية، فعلى الأقل طعمها أفضل!”

ختام الزيارة: السياسة بطعم الكنافة

قبل مغادرة لبنان، عبّر ماكرون عن سعادته بالمزيج الثقافي الفريد الذي يقدمه البلد، وقال ممازحًا:
“إذا استطاع لبنان ابتكار كرواسون محشي بالكنافة، فأنا متأكد أنه قادر على تشكيل حكومة قريبًا. وربما أسرع مما أعتقد!”

وهكذا، غادر الرئيس الفرنسي لبنان وهو يحمل في حقيبته ليس فقط ملفات سياسية، بل أيضًا وصفة الكرواسون المحشي بالكنافة، ليصبح ربما “سفير النكهات اللبنانية” في الإليزيه.

أترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *