في حادثةٍ تُضاهي مشاهدَ الكوميديا السوداء في المدينة، تَعرّض أحدُ “المشايخ” المنتسبين لواحدة من العائلات الصيداوية الكبيرة، المَعروف بولائه التاريخي لخطّ الممانعة، إلى سرقةٍ مُدوِّية طالت هذه المرّة… حِذاءه! وذلك من أمام المسجد الذي يُؤمُّهُ لصلاة الجمعة. المصادرُ المَحلِّيّة رَبَطت بين الحادثة و”العَصر المالي” الذي يعيشه الشيخُ منذ أن جفّت “حنفيّة” حزب الله التي كانت تُغدِق عليه سابقًا بالدعم والبركات. ومع توقُّف هذه “المكرُمات”، تراجَع عددُ المرافِقين، وفرغت سياراتُ المواكبةُ الواحدة تِلوَ الأُخرى، حتى بات الشيخُ يقفُ أمام المسجد مُجرَّدًا إلّا مِن خُطبه الرنّانة… وصُبّاطه المفقود. المُفارقة أنَّ البعضَ اعتبر الحادثة “رسالة رمزيّة” من الشارع الصيداوي لهذه الشخصية: فحين تُختَزَل الممانعةُ في حذاء، يكفي أن يختفي الصُّبّاط… لتنكشِف القُدسيّة!
قام أحدُ “الطامحين” للعبِ دورٍ في منصبٍ سياسيٍّ مأمولٍ في مدينة صيدا، بزيارةٍ بعيدًا عن الأضواء لرئيس “التيار العوني” جبران باسيل، في محاولةٍ لجسِّ النبض حول خارطةِ التحالفات التي من المتوقَّع أن تتبلور على نارٍ هادئة في معركةِ الانتخاباتِ النيابيّة في منطقة صيدا–جزين. وعلى الرغم من أنّ “مشروع المرشَّح” هذا لم يحسم أمرَه بعد، لناحية الترشّح من عدمِه، بانتظار قرارِ أحد الأقطابِ السياسيّة الحاضرة في المدينة، إلّا أنّ الزيارةَ تضمّنت العديدَ من الأسئلة الاستيضاحيّة حول موقف “التيار الوطني الحر” من “مرشّحٍ ناشط” بعينه دون سواه، باعتباره يُشكّل تهديدًا مباشرًا للطامحِ السياسي، لأسبابٍ عديدةٍ تتداخلُ فيها الشخصيُّ بالعائلي.
أكَّدت مصادرُ مطَّلعة أنّ المملكةَ العربيّةَ السعوديّة قد دخلت بالفعل على خطِّ الانتخاباتِ النيابيّة في مدينةِ صيدا، وذلك عبرَ الدَّعمِ المباشر لأحدِ الأقطابِ السياسيّة المحليّة في المدينة، وأنّها لن تقفَ على مسافةٍ واحدةٍ من جميع “المُرشَّحين المحتملين” كما تردَّد سابقًا. وأشارت المصادرُ إلى أنّ باكورةَ الدَّعم السعودي لهذا المُرشَّح ستبدأ بالظهورِ تباعًا، وأُولى تجلّياتها سيكون بأكثرَ من 800 حصّة إعاشة غذائيّة سيتم توزيعها على “مُحتاجين” في المدينة، عبر “كرتونات” ستنزل إلى الشوارع وتدخل البيوت خلال أيّام قليلة، وأن ميزانية مالية معتبرة قد رصدت لدعم هذا المرشح في معركته الانتخابية المقبلة أمام منافسيه، وحلفائه المحتملين على السواء…