في سُطورِ التاريخِ العسكريّ، قَلّما نجدُ أُمّةً حافظت على حُضورِها القِتاليّ والسياسيّ كما فَعَلَ الفُرس. منذُ قرابةِ 2500 عام، خاضت فارسُ حُروبًا ضدّ أعظمِ القُوى في زمانِها: من الإغريقِ إلى الرومان، من الخُلفاءِ إلى التتار، ومن الإمبراطورياتِ العثمانيّة إلى حُروبِ الخليجِ الحديثة. تغيّرتِ الحُدود، وتبدّلتِ الأنظمة، لكنّ “عقلَ الحربِ” الفارسيّ ظلَّ فاعلًا ومُتطوّرًا، من سيفِ داريوس الكبير إلى صواريخِ ومُسيّراتِ قاسم سُليماني الأخمينيّون وسِحرُ القوّةِ المُنظّمة بدأت فارسُ التاريخيّةُ مع الإمبراطوريّةِ الأخمينيّة (٥٥٠–٣٣٠ ق.م)، التي أسّسها كورش الكبير، وبلغت ذُروتها مع داريوس الأوّل. امتدّتِ الدولةُ من نهرِ السِّند شرقًا إلى حُدودِ أوروبا غربًا. أبرزُ المعارك: ماراثون (٤٩٠ ق.م): هزيمةُ الفرس على يدِ الإغريق كانت صدمةً استراتيجيّة، رغم تفوّقهم العدديّ. سلاميس (٤٨٠ ق.م): المعركةُ البحريّة التي غيّرت مجرى الحرب. فشلتِ البحريّةُ الفارسيّةُ بسبب ضعفِ خبرتِها مقارنةً بالإغريق. بلاتيا (٤٧٩ ق.م): نهايةُ طُموحِ الفُرس في احتلالِ اليونان. التميُّز: التنظيمُ الإداريُّ المُذهل للجُيوش. الطُّرقُ المُعبّدة لنقلِ الجُنود (“الطريقُ الملكيّ”). أوّلُ تجربةٍ إمبراطوريّةٍ مركزيّةٍ مُتعدّدةِ القوميّات. الساسانيّون والرّومان: صراعُ القُوّتَين العُظميَين مع سقوطِ الإسكندر، عادَ الفُرسُ للظُهورِ بقُوّةٍ مع الدولةِ الساسانيّة (٢٢٤–٦٥١ م). كانت هذه المرحلةُ ذروةَ التنافُسِ مع الإمبراطوريّةِ الرومانيّة. أبرزُ المحطّات: معركةُ إديسا (٢٦٠ م): أَسْرُ الإمبراطور فاليريان كان صفعةً مدوّيةً لروما. الحربُ الساسانيّةُ البيزنطيّة (٦٠٢–٦٢٨): شملت احتلالَ القدس ودمشق ومِصر لفترةٍ محدودة، قبل أن يُجبَرَ كِسرى الثاني على التراجعِ بفعلِ حربِ استنزافٍ بيزنطيّة. السِّلاحُ السِّرّي: استخدامُ الفِيَلةِ في المعارك. تطويرُ سلاحِ الفرسانِ الثقيل (الفرسان المُدرّعين – الكاتافراكت). الزّلزالُ العربيّ: القادسيّة ونهايةُ إمبراطوريّة في القرنِ السابع، قَلَبَ العربُ الطّاولة. اصطدمَ الساسانيّون بالجيشِ الإسلاميّ في معركةِ القادسيّة (٦٣٦ م)، التي انتهت بانهيارِ الدولةِ وفتحِ فارس. رغم الهزيمة، لم تُقبر الثقافةُ العسكريّةُ الفارسيّة، بل أُعيدَ تدويرُها داخلَ الدولةِ الإسلاميّةِ الناشئة، واستُفيدَ من تكتيكاتِهم في التنظيمِ الإداريّ والعسكريّ، ومنها فكرةُ “الدواوين” و”الفرسانِ المُقاتلين”. الفُرسُ والمغول: الصدمةُ ثم التماهِي عندما اجتاحَ المغولُ العالم، لم تَنجُ فارس. دُمِّرت مدنٌ مثل نيسابور وهمَدان وبغداد، وقُتل الملايين. لكنّ الفُرس سرعانَ ما عادوا، فاحتضنوا حُكّامَ الإيلخانيّين وجعلوا من تبريزَ مركزًا علميًّا وثقافيًّا. في هذه المرحلة، ظهر سلاحٌ جديد: “المرونةُ السياسيّة والثقافيّة”، فصارت القُوّةُ الناعمةُ أداةَ بقاء. الصفويّون والعثمانيّون: الدِّينُ كسلاح في القرنِ السادسِ عشر، ظهرت الدولةُ الصفويّة (١٥٠١–١٧٣٦)، وأَسّست المذهبَ الشيعيّ الاثني عشريّ مذهبًا رسميًّا. أبرزُ المعارك: جالديران (١٥١٤): هزيمةُ إسماعيل الصفويّ أمام العثمانيّين بسببِ تفوّقِهم في السِّلاحِ الناريّ. معاركُ مُتكرّرة على العراقِ والقوقاز: سباقُ نُفوذٍ مذهبيٍّ واستراتيجيٍّ بين شيعةِ فارس وسُنّةِ العثمانيّين. الميزة: تحويلُ الدِّين إلى أداةِ تعبئةٍ وتجنيدٍ عبرَ فِرَق “القَزلباش”. ظُهورُ مفهوم “ولايةِ الإمامِ المُجاهد”، الذي ستُبعثُ روحُه لاحقًا في نظامِ “ولايةِ الفقيه”. إيران القاجاريّة والبهلويّة: عصرُ الانحدار في الفترةِ ما بين القرنينِ ١٨ و٢٠، عانت إيران من التدخّلِ الأجنبيّ، فخَسرت أراضيَ شاسعةً للروسِ والبريطانيّين، أبرزُها في معاهدتَي تركمانشاي وجُولستان. انهارَ الجيشُ القاجاريّ، وأُعيد تنظيمُه جزئيًّا على يدِ رضا شاه بهلوي في ثلاثينيّاتِ القرن العشرين. رغمَ ذلك، ظلّت إيران بعيدةً عن الجبهاتِ الكبرى في الحربَينِ العالميّتَين، واقتصرَ دَورُها على كونِها ممرًّا استراتيجيًّا. الحربُ العراقيّة الإيرانيّة: مدرسةُ الدّمِ والموت بعد الثورةِ الإسلاميّة عام ١٩٧٩، دخلت إيران أطولَ حروبِ القرن مع العراق (١٩٨٠–١٩٨٨). مليونُ قتيلٍ وجريح. حربُ خنادقَ ومشاةٍ ومُسيّراتٍ بدائيّة. استَخدمت إيران البُعدَ الدِّينيّ لتجنيدِ المُتطوّعين عبر “بَسيج”. وُلدت أسطورةُ “الشهادة” والانتحارِ ضدَّ الدبّاباتِ والغازاتِ الكيماويّة. هذه الحربُ غيّرت العقيدةَ العسكريّة الإيرانيّة: من الجيوشِ النظاميّة إلى المرونةِ الشعبيّة، والاعتمادِ على الحربِ الطويلة والاستنزاف. إيران الحديثة: حُروبُ الوكالةِ في أربعِ عواصم بعد عام ٢٠٠٣، وعبرَ الحرسِ الثوريّ وفيلقِ القدس، نقلت إيران ساحةَ المعركة من داخلِ حُدودِها إلى العالمِ العربيّ. أسلحتُها: حزبُ الله في لبنان. الحشدُ الشعبيّ في العراق. الحوثيّون في اليمن. التحالفُ مع النظامِ السوريّ. تسليحُ فصائلَ فلسطينيّةٍ كـ”حماس” و”الجهاد الإسلاميّ”. الميزةُ الحديثة: حربٌ سيبرانيّة: مثل الهجماتِ على البُنى التحتيّة الإسرائيليّة والسعوديّة. مُسيّراتٌ دقيقة: استُخدمت في العراق والسعودية وسوريا و”أرعبت” إسرائيل. الحربُ النفسيّة والمعلوماتيّة: تصويرُ سليماني كـ”فاتحِ الشرقِ الجديد”، حتى بعد اغتياله. اليوم، يُخوضُ الصِّراعُ ليس مع روما أو أثينا، بل مع واشنطن وتل أبيب عقلُ فارسَ لم يَمُت من الإمبراطوريّةِ الأخمينيّة إلى الجمهوريّةِ الإسلاميّة، يتكرّر النمطُ ذاتُه: حربٌ طويلةُ النَّفَس، مرنة، عقائديّة، لا تَركُن إلى التكنولوجيا فحسب، بل إلى الإنسانِ العقائديّ. اليوم، يُخوضُ الصِّراعُ ليس مع روما أو أثينا، بل مع واشنطن وتل أبيب والرياض. لكن كما في سلاميس والقادسيّة وجالديران، تبقى النتيجةُ مرهونةً ليس بعددِ الصواريخ فقط، بل بمدى قُدرةِ فارسَ على التكيّف… كما فَعَلَت طوالَ ألفَين وخَمسِمئةِ عام.
في “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، لا يُعتبر علي خامنئي مجرد مرشدٍ أعلى لبلد، بل هو حجر الزاوية الذي يدور حوله النظام بأكمله: السياسة، الجيش، الدين، وحتى الميليشيات العابرة للحدود. فماذا لو غاب؟ ماذا لو تعرّض الرجل الذي يحكم منذ أكثر من ثلاثة عقود إلى اغتيالٍ سياسي أو جسدي؟ وهل يستطيع نظامٌ بُني على شخص أن ينجو من لحظة الانهيار؟ زلزال في قلب طهران على الرغم من التكتُّم الشديد والحراسة الأمنية الحديدية، تبقى احتمالية الاغتيال، سواء من داخل النظام أو خارجه، قائمة دائمًا في النظم التي ترتكز على الفرد لا المؤسسة. ماذا لو حدث هذا الأمر فعلاً اليوم، بعد خروج هذا الموضوع إلى التداول بعد كلام الرئيس الأميركي ترامب عنه علنًا؟في إيران، ليست القيادة مجرد منصب سياسي، بل هي مركز النظام بأسره. المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يتولى المنصب منذ عام 1989، يُمثِّل ركيزة الدولة الإيرانية على المستويات السياسية والدينية والاقتصادية. لكن السؤال الأكثر إثارةً وجدلاً اليوم: ماذا لو تم اغتيال خامنئي؟ ما هي السيناريوهات التي ستنتج عن هذا الحدث التاريخي؟ وكيف ستتأثر إيران والمنطقة والعالم؟في الحالة الإيرانية، لا يُشكّل اغتيال المرشد الأعلى مجرد تغييرٍ في القيادة، بل يُفتح الباب على مصراعيه أمام: فراغٍ سلطويٍّ خطير تفككٍ داخليٍّ محتمل. انكشافٍ إقليميٍّ مدوٍّ خلافة بلا مرجع خامنئي، الذي صعد إلى منصب المرشد عام 1989 دون أن يكون مرجعًا دينيًا تقليديًا، بل تم ترفيعه سياسيًا وفق حاجة النظام. فور اغتياله، إن حصل، ستندلع أزمة سياسية حادّة داخل إيران التي تواجه حربًا مفتوحة على كل الاحتمالات، حيث ستتنافس الأطراف القوية في النظام على خلافته. الحرس الثوري، الذي يهيمن على مؤسسات الدولة الأمنية والاقتصادية، قد يدفع نحو شخصية موالية له، مثل مجتبى خامنئي، نجل المرشد. في المقابل، قد ترفض المؤسسة الدينية التقليدية هذا الخيار، ما قد يفتح باب الانقسامات والصراعات الداخلية.هذا الصراع سيؤدي إلى فترةٍ من عدم الاستقرار السياسي، قد تتطوّر إلى مظاهراتٍ واسعة، وربما اشتباكاتٍ مسلحة داخلية إذا تعمّقت الانقسامات.في حال اغتياله، تُكلَّف مجلس خبراء القيادة باختيار خليفة. الصراع سيكون ثلاثي الأطراف: الحرس الثوري: يريد مرشدًا مطواعًا يضمن استمرار نفوذه. المؤسسة الدينية: قد تسعى لاستعادة دورها المغيَّب. الشارع الإيراني: سيغلي من جديد… وقد لا يعود إلى البيت هذه المرّة. المرجّح أن يتم دفع شخصية مغمورة أو ابن خامنئي (مجتبى) بدعمٍ عسكري، ما يعني عسكرةً مطلقة للنظام، ودفن أيّ وهمٍ بإصلاحٍ سياسي. على الرغم من التكتُّم الشديد والحراسة الأمنية الحديدية، تبقى احتمالية الاغتيال، سواء من داخل النظام أو خارجه أزمة “ولاية الفقيه” خامنئي كان يُعدّ الراعي الأكبر لفكرة “ولاية الفقيه المطلقة”، التي يعتبرها كثير من الشيعة خارج إيران بدعةً سياسية لا دينية. قد يُطلق غيابه ثورةً فكرية داخل الحوزات. مرجعيات مثل السيستاني في النجف قد تطرح بديلاً فكريًا رافضًا لتسييس الدين.غياب خامنئي، وهو المرجع الأعلى لفكرة ولاية الفقيه، سيخلق فراغًا دينيًا وفكريًا كبيرًا. قد تستغل المرجعيات الدينية المعارضة في قم والنجف هذه الفرصة للطعن في شرعية النموذج الإيراني، وربما تطرح بدائل جديدة أكثر استقلالاً عن السياسة.هذا الوضع قد يؤدي إلى تراجع مكانة “ولاية الفقيه” كنظام حكم، ويُعزّز من فكرة فصل الدين عن الدولة في الأوساط الشيعية، مما سينعكس على الجماعات الشيعية المرتبطة بإيران في العراق ولبنان واليمن. من سيقود المحور؟ خامنئي هو العقل المُدبّر لما يُعرف بـ”محور المقاومة”: حزب الله، الحوثيون، الميليشيات العراقية، كلها تتغذى على شرعية خامنئي.في حال اغتياله، فإن هناك احتمالاً كبيرًا لتشتّت القيادة الميدانية، وتصفيات حسابات داخل الميليشيات، وفراغٍ يُغري القوى الدولية والإقليمية لاستهداف هذه الشبكات. هناك رأي غربي يقول: “اغتيال خامنئي قد يُحدث في يومٍ واحد ما لم تستطع العقوبات فعله في عشرين عامًا” التداعيات الكثيرة لن يُعتبر اغتيال خامنئي كحدثٍ إيرانيٍّ محلّي، بل سيكون عالميَّ الصدى. إقليميًا: سيشهد محور إيران في المنطقة (حزب الله، الحوثيون، الحشد الشعبي) ارتباكًا شديدًا وتراجعًا في قدرتها على التنسيق والتمويل. قد تستغل القوى الإقليمية الأخرى هذا الارتباك لإضعاف هذه الجماعات. دوليًا: ستدخل القوى الكبرى في حالة تأهّب قصوى خوفًا من فوضى محتملة تؤثّر على الملف النووي، وقد تسعى إلى تدخلات دبلوماسية وعسكرية لضمان الاستقرار النسبي ومنع خروج الأزمة عن السيطرة.اغتيال خامنئي، إذا حدث، سيكون حدثًا زلزاليًا يغيّر من شكل المنطقة ومستقبل إيران لسنواتٍ طويلة. ورغم أنه سيناريو افتراضي، إلا أن مجرد التفكير فيه يكشف عن هشاشة النظام الإيراني وضرورة وجود خطة واضحة لمرحلة ما بعد المرشد الأعلى. إعادة تشكيل الشرق الأوسط سقوط نظام الملالي في إيران لن يكون مجرد تغييرٍ داخلي، بل سيؤدي إلى إعادة تشكيلٍ كامل للمشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط: لبنان: حزب الله سيواجه انهيارًا في التمويل والتوجيه، ما قد يُضعف قبضته ويُحدث توازنات جديدة في الساحة اللبنانية. العراق: الميليشيات الموالية لإيران ستتراجع، مما يمنح بغداد فرصة لاستعادة سيادتها، وقد تعود المرجعية النجفية إلى الواجهة كمركزٍ روحيٍّ مستقل. اليمن: الحوثيون سيُحرَمون من دعمٍ حيوي، وقد يُجبَرون على الدخول في تسوية سياسية. الخليج وإسرائيل: ستشهدان ارتياحًا استراتيجيًا مؤقتًا، مع انخفاض التهديدات الصاروخية والبحرية. في المقابل، قد تظهر صراعات جديدة على النفوذ بين تركيا والسعودية وقطر، إلى جانب عودة النفوذ الأميركي والغربي بشكل مباشر في بعض ساحات النفوذ الإيراني السابقة. اقتصاديًا… انهيارٌ مؤقت اقتصاديًا، إيران التي تعاني بالفعل من عقوبات دولية خانقة، ستشهد انهيارًا اقتصاديًا مؤقتًا وحادًا بعد اغتيال خامنئي. قد تنهار العملة المحلية، وتتوقّف الأنشطة التجارية الكبرى، في ظل حالة عدم اليقين السياسي.قد تتوقف أو تتراجع أيضًا مؤقتًا صادرات النفط والغاز الإيراني، مما يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في أسواق الطاقة العالمية، خصوصًا إذا شهد مضيق هرمز تصعيدًا عسكريًا. خامنئي هو العقل المُدبّر لما يُعرف بـ”محور المقاومة”: حزب الله، الحوثيون، الميليشيات العراقية، كلها تتغذى على شرعية خامنئي. هل ينجو النظام؟ أثبت النظام الإيراني قدرته على امتصاص الصدمات، لكن اغتيال خامنئي سيختبره عند نقطة ضعفه: هل هو نظام مؤسسات؟ أم نظام رجلٍ واحد؟ حتى لو تمكّن من البقاء، سيخرج نظامًا مختلفًا:أكثر وحشية، أكثر عسكرية، أقل شرعية، وأكثر انكشافًا. اغتيال خامنئي، إذا حدث، سيكون حدثًا زلزاليًا يغيّر من شكل المنطقة ومستقبل إيران لسنوات طويلة. ورغم أنه سيناريو افتراضي، إلا أن مجرد التفكير فيه يكشف عن هشاشة النظام الإيراني وضرورة وجود خطة واضحة لمرحلة ما بعد المرشد الأعلى.أما الشرق الأوسط، فقد يجد نفسه أمام فرصةٍ تاريخية لإعادة ضبط العلاقات والتوازنات، شرط أن تُدار اللحظة بانضباط سياسي لا انتقامٍ فوضوي. قد يقع الاغتيال… وقد لا يقع أبدًا، لكن مجرد احتمالية اغتيال المرشد الأعلى، تكفي لطرح سؤالٍ كبير: هل آن أوان سقوط "ظلّ الله على الأرض"؟ أم أن الظلَّ باقٍ… ولو على رمادٍ يحترق؟
على الرغم من مرور أكثر من أربعة قرون على إعلان التشيّع كمذهبٍ رسمي في إيران منذ العهد الصفوي، ورغم السياسات المتشدّدة التي فرضها النظام بعد الثورة الإسلامية عام 1979، لا يزال السُنّة في إيران يُشكّلون واقعًا اجتماعيًا ودينيًا حيًّا، ومصدرَ قلقٍ دائمٍ للسلطة. فكيف استمرّت هذه الجماعة