تحميل

إبحث

وجوه وحكايات

مورغان أورتاغوس…من الصليب إلى المنوراه

Morgan journey

لا يهم كثيرًا ما قيل عن نائبة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط “السابقة” مورغان أورتاغوس، ما يهمنا هو “تفصيل صغير” مر مرور الكرام، لكنه في الحقيقة “كل القصة”…

مع دخولها المشهد السياسي الشرق الأوسطي، واللبناني تحديدًا، خطفت أورتاغوس الأضواء بأحمر شفاهها وشعرها و”جمال الحمضيات” والقلادة في عنقها وتعليقاتها… حتى بات لزامًا على كل لبناني أن يعرف أكثر عن “المتصرف” الجديد للبنان الجديد، لكنها لحسن حظنا لم تعمر طويلًا.
بينما كان البلد ينتظر زيارتها المقبلة سواء تمت أم لم تتم في حال صدقت التسريبات الإعلامية عن عزلها من منصبها، فإنها محطة لنعرف أكثر عمن يحكمنا. نحن أبناء دول “العالم الثالث”، كيف يتحكم فينا “الرجل الأبيض” وزبانيته.
مورغان أورتاغوس دبلوماسية أمريكية، كانت ضابطة احتياط في البحرية الأمريكية، ومحللة استخباراتية سابقة. شغلت منصب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية بين عامي 2019 و2021، وعُينت في يناير 2025 نائبة للمبعوث الرئاسي الخاص للسلام في الشرق الأوسط خلال ولاية دونالد ترامب الثانية.

الشمعدان في حاضرة الرشيد
من ضمن ما قيل عنها أنها تحولت من المسيحية إلى اليهودية. كيف حصل ذلك؟
تفيد المعلومات أن أورتاغوس بدأت استكشاف الديانة اليهودية عام 2007 أثناء وجودها في بغداد. نعم في بغداد، هناك تعرفت الأمريكية المسيحية على اليهودية على أرض إسلامية.
السؤال المطروح، ماذا تفعل الطقوس اليهودية في بلاد الرافدين، حاضرة الرشيد، وعاصمة خلافة المسلمين لأكثر من 517 عامًا؟
إنها حرب دينية مهما تجملت الأسباب. ممارسة الدين اليهودي مع دخول الجيوش الغازية إلى أراضي العرب والمسلمين. خبر كبير، بحجم كفيل أن يدفع بمسيحية لاعتناق دين جديدة.
حين كانت تعمل في “وكالة” الولايات المتحدة للتنمية الدولية (USAID)، شعرت أورتاغوس بالحاجة إلى روحانية، فحضرت “خدمات شبات” في قافلة للجيش الأمريكي، وهو ما أثر فيها بشكل عميق. هكذا صرحت في أكثر من موضع.
في مقابلة مع “Jewish Insider” كشفت أن سبب تحولها إلى اليهودية كان نتيجة لبحث روحي عميق خلال فترة عملها في بيئة مليئة بالتحديات في بغداد.

separator
في المسيحية، يعتبر ترك الإيمان المسيحي واعتناق ديانة أخرى خروجًا عن الإيمان في معظم الطوائف. الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية تعتبران ترك الإيمان المسيحي واعتناق ديانة أخرى مخالفة جدية، وتصفها بالزندقة أو الردة، مع إمكانية إعطاء فرص للتوبة
separator

اليهودية في الجيش الأمريكي
ما هي خدمات “شبات” اليهودية التي تُحضر في قوافل جيوش الاستعمار إلى بلادنا؟
شبات (Sabbath) هو اليوم الذي تتوقف فيه الأنشطة العادية، ويُخصص الوقت للصلاة، والتجمعات العائلية، والاحتفالات الدينية. خدمات شبات هي صلوات وطقوس تُقام في هذا اليوم، وغالبًا ما تكون في معابد أو أماكن تجمع يهودية، وتتضمن قراءة التوراة، والأدعية، والترانيم.
طقوس تتضمن إشعال الشموع، صلاة “كيدوش” (بركة النبيذ) على مائدة العشاء، قراءة التوراة في المعابد، وصلوات خاصة بحضور الجماعة. هكذا تأثرت الحسناء بالدين اليهودي.
ليس هذا ما يحصل في بلادنا فحسب، بل إن أورتاغوس استمرت في دراسة اليهودية أثناء عملها في السعودية، بلاد الحرمين، حيث كانت تجري دروسًا عبر سكايب مع حاخامها بانتظام رغم القيود المفروضة على الأديان الأخرى هناك، ما يدل على عزيمتها في استكشاف الديانة اليهودية.
للعلم، فإن عمل أورتاغوس في السعودية كان يتركز على مشاريع تستهدف تعزيز التنمية، ودعم الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، خصوصًا في مجالات تمكين المرأة، والتعليم، وتطوير القطاع الخاص. هكذا يتم تحقيق مفاهيم التنمية وتطوير قطاعاتنا على أيدي مختصين من الخارج نلهث ورائهم ليجعلونا “أفضل“.

اعتناق اليهودية من قبل غير يهودي عملية ليست “عادية” أو سهلة، بل قد تمتد من سنة إلى عدة سنوات، فهي تشدد على الالتزام بشروط روحية ودينية صارمة. لذا يتطلب الأمر التعلم المكثف للتوراة، الشريعة، والعادات اليهودية، والالتزام بالشريعة اليهودية (الهلاخاه)، مثل حفظ السبت (الشمشيت)، الكوشر (الأكل الحلال)، الصلاة، وغيرها من القوانين. ويجب أن يكون الاعتناق نابعًا من رغبة صادقة وإرادة حقيقية.

ثم تقوم هيئة من الحاخامات (بيت دِين) بإجراء مقابلات وفحص مدى الجدية، وتقرر قبول المعتنق بعد اجتياز الشروط. فاليهودية ليست مجرد دين بل هوية شعب، لذلك الاعتناق يعبر عن قبول للانضمام إلى هذه الهوية الثقافية والدينية والاجتماعية.

بعد هذا المسار، أكملت أورتاغوس عملية تحولها في معبد “أداس إسرائيل” في واشنطن التابع لليهودية الأرثوذكسية التي تشدد على الالتزام الصارم بالشريعة (الهلاخاه) والتقاليد اليهودية، لتتزوج بعدها من جوناثان واينبرغر، محامٍ يهودي أمريكي، في عام 2013 في حفل ترأسته القاضية في المحكمة العليا الأمريكية، روث بادر غينسبيرغ.

إسرائيل فعل إيمان
تُعتبر أورتاغوس من أبرز الشخصيات اليهودية الأمريكية في مجال السياسة الخارجية. تُظهر دعمًا قويًا لإسرائيل، حيث لعبت دورًا مهمًا في اتفاقيات إبراهيم التي أسفرت عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. كما تُدين حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) وتُعارض معاداة السامية، مشيرة إلى أن دعمها لإسرائيل ينبع من إيمانها الشخصي وتجربتها المهنية.

العلامات

يعجبك ايضاً

أترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تفعيل التنبيهات نعم كلا