يشبِّهُ مصدرٌ صيداويٌّ مخضرَم في العمل السياسي بالمدينة، منذ سنين طوال، حظوظَ أحدِ المرشَّحين الجُدد المُندفعين للانتخاباتِ النيابية المقبلة، بحظوظَ مارين لوبان بالفوزِ بالانتخابات الفرنسية. فكما أنَّ المزاجَ العامَّ الفرنسي لم يتآلَفْ بعد مع فكرةِ وجودِ امرأةٍ على رأسِ الدولة، على الرغمَ من كلِّ الحداثة والجَندَرة وأفكار المساواة، كذلك المزاجُ العامُّ الصيداوي لن يقبلَ بانتخابِ أحدِ المرشَّحين المشكوكٍ في صِحَّةِ انتماءِ أصولِهم إلى المدينة، فحين يصل الأمر إلى صندوقة الاقتراع يصبح الاختيار “صيداوي أُح”… مهما بلغ الزفت مبتغاه.
على عكس المتوقع، بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، وبعد وصول أحمد الشرع إلى جوار قاسيون، خرج السُنّة في لبنان أضعفَ وأكثرَ تشرذمًا ممّا قبل. أسباب عديدة رسمت أجزاء هذه الفسيفساء الحزينة.
يبدو أن وتيرةَ التَّحضيراتِ لخوضِ معركة الانتخاباتِ النِّيابيَّةِ في صيدا قد بدأت بالتَّصاعد، وذلك من خلالِ الحركةِ المُسجَّلة من قبلِ المُرشَّحين المحتملين لذلك. يأتي ذلك في ظلِّ أجواءٍ انتخابيَّةٍ ضبابية تشهدها المدينة، حيث تتداخل التحالفاتُ بالحسابات الكبيرة والضيقة والخصوماتُ التقليديَّة وصولا إلى احتمالية عدم إجراء الانتخابات من أصله. في هذا الإطار، تَقاطعت معلوماتٌ مطلعة عن أنَّ أحد “الطامحين” المُستجدِّين قد أبلغ الحلقةَ الضَّيِّقة المحيطة به عن رصده مبلغَ ٢ مليون دولار لإنفاقِها على المعركة، وهو مبلغٌ يُعَدّ ضخماً بمقاييس الحملات الانتخابيَّة الفردية في المدينة. وأكَّد أنَّه قد حَسَمَ قرارَه بخوضِها “للآخر”. وفي السياق، استَطلَعَ المرشح “الجوَّ” لدى الكتلةِ العَونيَّةِ النَّاخبة في مدينة جزِّين بشكلٍ أوَّلي، من دون أن يُغلق الباب أمام إمكانيَّةِ التَّرشُّح على لائحةِ “القوّات اللّبنانيَّة”، لكنَّ طريقه إلى “مِعراب” تبدو غير مُعبَّدةٍ له بعد، ما يجعل ترشيحَه حتى الساعة محاطًا بالكثير من الغموض والتَّرقّب، مع الأخذ في الاعتبار أنه لن يكون مرشحا “للثنائي الشيعي” في صيدا، كما يقول.