يعكفُ فريقُ عملِ أحدِ المحالِّ التجاريةِ الكبيرةِ الواقعةِ على الأوتوستراد الشرقي لمدينةِ صيدا، منذ أيّام، على القيامِ بورشةِ مُضنية تتمثّلُ بزيادةِ أسعارِ المنتجاتِ التي يبيعونها بما بين 15–20% تحضيرًا لـ”هَمروجة” الـ Black Friday التي من المفترض أن تنطلقَ فعالياتُها خلال الأيامِ المقبلة. وفي خطوةٍ التفافيةٍ، إن لم نقل احتيالية، تتمُّ زيادةُ الأسعارِ 20%، ليلحقَها الحسمُ تحت مسمّى 50%، بينما هي في الواقع تكونُ 30% إن لم يكن أقلّ أحيانًا؛ أمرٌ قد يتحصّلُ عليه الزبونُ في الأيامِ العادية دون أيِّ جميلٍ يحمله من كيسِه. إنّها “حركات” تسويقيةٌ رخيصة تتكرّرُ كلَّ عام في المناسبةِ نفسها، صار من الواجبِ فضحُ أصحابِها، كي لا يكونَ المواطنُ مجرّدَ خروفٍ يُساقُ إلى المقصلة… وهو يبتسم.
تستعدّ شركةٌ لبنانيّة بارزة، متخصّصة ببيع الإلكترونيّات والأدوات الكهربائيّة على اختلاف أنواعها، لإطلاقِ فرعٍ ضخمٍ في مدينة صيدا. وتكشفُ مصادر صيداويّة مطّلعة أنّ إدارة الشركة بدأت فعليّاً بمسْحِ السوق العقاريّ بحثاً عن قطعة أرضٍ أو مبنى واسع على الأوتوستراد الشرقي، تمهيداً لشراء العقار وتحويله إلى صرحٍ تجاريّ متكامل. المفارقة اللافتة أنّ أصحاب هذه الشركة من أبناء الجنوب، وقد بَنوا ثرواتٍ وأعمالاً مزدهرة في القارّة الإفريقيّة، ما يضفي بُعداً استثماريّاً جديداً على المشهد الاقتصاديّ في صيدا التي تشهد في الآونة الأخيرة سباقاً لافتاً على العقارات التجاريّة الكبرى.