منذ أكثر من أسبوع، يعيش الصيداويون على وقع أزمة “اللحم المجهول”. فالمسلخ البلدي في المدينة أقفل بقرار من محافظ الجنوب، بعد أن تبيّن أنّه لا يلبّي الحدّ الأدنى من الشروط الصحية والفنية والسلامة العامة، إذ كشف تقرير المعاينة عن انتشار الجرذان والحشرات داخله بشكل يهدّد الصحة العامة. لكن السؤال البديهي الذي يفرض نفسه: إذا كان المسلخ الرسمي مقفلاً، فمن أين تأتي اللحوم التي تُباع في صيدا اليوم؟ وبأي شروط صحية وشرعية وغذائية يجري استهلاكها؟
مِنَ المُتَوَقَّعِ أنْ يَعْقِدَ المَجْلِسُ البَلَدِيُّ لِمَدِينَةِ صَيْدا اجْتِماعاً يَوْمَ الثُّلاثاءِ المُقْبِلِ، التَّاسِعَ عَشَرَ مِنْ آبَ ٢٠٢٥، وَعَلى جَدْوَلِ أَعْمالِهِ عَدَدٌ مِنَ المَوْضوعاتِ المُهِمَّةِ، وَمِنْها وَضْعُ مَسْلَخِ صَيْدا البَلَدِيِّ الَّذي قَرَّرَ مُحافِظُ الجَنوبِ مَنْصورُ ضَوْ إِقْفالَهُ لِعَدَمِ اسْتِيفائِهِ أَدْنى الشُّروطِ الصِّحِّيَّةِ وَالفَنِّيَّةِ وَشُروطِ السَّلامَةِ العامَّةِ، مِمَّا يَدُلُّ عَلى مَدى الإِهْمالِ وَالتَّقْصيرِ مِنْ قِبَلِ بَلَدِيَّةِ صَيْدا في إِدارَتِها لِمَرْفَقٍ عامٍّ يَتَعَلَّقُ بِصِحَّةِ المُواطِنينَ. خَلْفِيَّةُ القَرارِ وَالكَشْفِ المَيْدانِيِّ جاءَ قَرارُ المُحافِظِ في ضَوْءِ نَتائِجِ الكَشْفِ الصِّحِّيِّ المَيْدانِيِّ الَّذي قامَتْ بِهِ لَجْنَةٌ مُؤَلَّفَةٌ مِنْ مُنْدوبينَ عَنْ وِزاراتِ الصِّحَّةِ وَالاقْتِصادِ وَالزِّراعَةِ. وَكانَ المَجْلِسُ البَلَدِيُّ، بَعْدَ الانْتِخاباتِ الأَخيرَةِ، قَدْ شَكَّلَ لَجْنَةً لِمُتابَعَةِ وَضْعِ المَسْلَخِ وَقامَتْ بِزِيارَةٍ إِلَيْهِ، وَخَرَجَتْ بِنَتائِجَ لا تَخْتَلِفُ عَنْ نَتائِجِ اللَّجْنَةِ الَّتي شَكَّلَها المُحافِظُ. بِالإِضافَةِ إِلى ذَلِكَ، كَشَفَتِ اللَّجْنَةُ عَنْ سِلْسِلَةٍ مِنَ التَّجاوُزاتِ وَالخُطُواتِ غَيْرِ القانونِيَّةِ الَّتي يَجْري تَحْميلُ المَجالِسِ السّابِقَةِ مَسْؤولِيَّتَها، وَخَيْرُ مِثالٍ عَلى ذَلِكَ تَحْويلُ السَّيّارَةِ المُبَرَّدَةِ الَّتي كانَتْ تَتَوَلّى نَقْلَ اللُّحومِ إِلى المَحَلّاتِ إِلى سَيّارَةِ نَقْلٍ عادِيَّةٍ، وَاخْتِفاءُ مِنْشارٍ غالي الثَّمَنِ، ثُمَّ الإِشارَةُ إِلى أَنَّهُ وَمُنْذُ ثَلاثَةِ أَشْهُرٍ يَجْري إِصْلاحُهُ. جَرى يَوْمَ الخَميسِ الرّابِعَ عَشَرَ مِنْ آبَ ٢٠٢٥ اجْتِماعٌ حَضَرَهُ رَئيسُ البَلَدِيَّةِ المُهَنْدِسُ مُصْطَفى حِجازي وَرَئيسُ اللَّجْنَةِ الصِّحِّيَّةِ تَيْسيرُ الزَّعْتَري وَعَدَدٌ مِنَ المُوَظَّفينَ المَعْنِيّينَ، وَتَمَّ التَّوافُقُ عَلى سِلْسِلَةٍ مِنَ الاقْتِراحاتِ لإِقْرارِها في اجْتِماعِ المَجْلِسِ البَلَدِيِّ القادِمِ، مِمَّا يُوَفِّرُ الشُّروطَ لإِعادَةِ فَتْحِ المَسْلَخِ. اقْتِراحاتُ الإِصْلاحِ أَوَّلاً: الإِشْرافُ وَالرَّقابَةُ– إِشْرافُ اللَّجْنَةِ الصِّحِّيَّةِ في البَلَدِيَّةِ عَلى جَميعِ الأَعْمالِ في المَسْلَخِ– التَّقَيُّدُ بِالشُّروطِ المَطْلوبَةِ مِنَ الجِهاتِ المُخْتَصَّةِ وَالمَعْنِيَّةِ عِنْدَ التَّقَدُّمِ لِلْحُصولِ عَلى التَّراخيصِ لِلْعَمَلِ في المَسْلَخِ ثانِياً: الكَوادِرُ المُتَخَصِّصَةُ وَالتَّجْهيزاتُ – تَعْيينُ طَبيبٍ بَيْطَرِيٍّ مُؤَهَّلٍ– تَفْعيلُ العَمَلِ بِالمُخْتَبَرِ المَوْجودِ بَعْدَ تَأْهيلِهِ– العَمَلُ عَلى صِيانَةِ البَرّادِ وَإِعادَةِ تَشْغيلِهِ– العَمَلُ عَلى صِيانَةِ المَسْلَخِ حَسَبَ الأَوْلَوِيَّةِ المَطْلوبَةِ ثالِثاً: شُروطُ النَّقْلِ وَالنَّظافَة– مَنْعُ نَقْلِ اللُّحومِ مِنَ المَسْلَخِ بِدونِ تَبْريدٍ– زِيادَةُ عَدَدِ العُمّالِ لِتَأْمينِ النَّظافَةِ اللّازِمَةِ– تَخْصيصُ غُرْفَةٍ خاصَّةٍ بِالجُلودِ وَالعَفاشَةِ وَشُروطٍ لآلِيَّةِ النَّقْلِ رابِعاً: النِّظامُ الدّاخِلِيُّ وَالغَراماتُ– وَضْعُ نِظامِ عَمَلٍ داخِلِيٍّ لِلْمَسْلَخِ– فَرْضُ غَراماتٍ قَدْرُها ٢٥٠ دولاراً أَمْريكِيّاً عَلى أَيِّ مُخالِفٍ– وَضْعُ غَراماتٍ قَدْرُها ٢٥٠ دولاراً عِنْدَ مُخالَفَةِ شُروطِ النَّقْلِ لِمَحَلّاتِ بَيْعِ اللُّحومِ في نِطاقِ صَيْدا وَفي مُهْلَةٍ أَقْصاها أُسْبوعٌ إِجْراءاتٌ تَنْظيمِيَّةٌ لِمَحَلّاتِ بَيْعِ اللُّحومِ أَوَّلاً: مَنْعُ الذَّبْحِ خارِجَ المَسْلَخِ يُمْنَعُ ذَبْحُ الماشِيَةِ في مَحَلّاتِ بَيْعِ اللُّحومِ تَحْتَ طائِلَةِ دَفْعِ غَراماتٍ قَدْرُها ٥٠٠ دولارٍ أَمْريكِيٍّ. الآفاقُ المُسْتَقْبَلِيَّةُ إِنَّ هَذِهِ الاقْتِراحاتِ الَّتي مِنَ المُتَوَقَّعِ إِقْرارُها يَوْمَ الثُّلاثاءِ القادِمِ بِحاجَةٍ إِلى إِشْرافٍ كامِلٍ مِنَ اللَّجْنَةِ الصِّحِّيَّةِ في البَلَدِيَّةِ وَمِنْ فَريقِ عَمَلٍ مُتَعاوِنٍ وَمُلْتَزِمٍ تَنْفيذَ القَوانينِ المَرْعِيَّةِ. وَيُعَدُّ إِصْلاحُ مَسْلَخِ صَيْدا خُطْوَةً مُهِمَّةً نَحْوَ ضَمانِ سَلامَةِ الغِذاءِ وَحِمايَةِ صِحَّةِ المُواطِنينَ، كَما يُمَثِّلُ اخْتِباراً حَقيقِيّاً لِجِدِّيَّةِ البَلَدِيَّةِ في تَطْبيقِ المَعايِيرِ الصِّحِّيَّةِ وَالفَنِّيَّةِ المَطْلوبَةِ في إِدارَةِ المَرافِقِ العامَّةِ. شُروطُ البَيعِ وَالتَّمييزِ يجب: تَعْميمُ عَدَمِ بَيْعِ اللُّحومِ غَيْرِ المَمْهورَةِ بِخَتَمِ بَلَدِيَّةِ صَيْدا عَلى مَحَلّاتِ بَيْعِ اللُّحومِ المُثَلَّجَةِ وَضْعُ عِبارَةِ تَوْضيحٍ عَلى أَنَّها لُحومٌ مُثَلَّجَةٌ تَحْتَ طائِلَةِ المَسْؤولِيَّةِ تَمَّتْ زِيادَةُ تَعْرِفَةِ بَدَلِ الخَدَماتِ، وَأَنَّ تَعْرِفَةَ الدَّوْلَةِ لِلذَّبْحِ قابِلَةٌ لِلتَّعْديلِ حَسَبَ الحاجَةِ بِقَرارٍ مِنَ المَجْلِسِ البَلَدِيِّ.