قرّر أحدهم أن يأخذ المبادرة، ويحدّد موعداً مع السفير الياباني أو النروجي في بيروت، ليُبلغه بأنّ صيادي صيدا لا يزالون يمارسون الصيد البحري على نسق ما قام به الأجداد منذ مئات، إن لم نقل آلاف السنين؟ وأنّه آن الأوان، في عصر الذكاء الاصطناعي، لتغيير هذا الواقع المرير؟ منذ أن كانت صيدا مدينة فينيقية تجوب أساطيلها البحار، لم يتغيّر حال الصياد الصيداوي كثيرًا. قد تكون الأسطورة تبدّلت، لكن الواقع بقي جامدًا، كشبكة علقت في صخرة. مشهد المراكب الخشبية الصغيرة، والشباك المهترئة الملقاة على الأرصفة، ما زال هو ذاته. تتناقله الأجيال كما تتوارث المهن، لا على قاعدة التطوير، بل على قاعدة: “هكذا وجدنا آباءنا” صيادو صيدا اليوم لا يزالون على هامش الحداثة. مراكبهم لا تغوص في العمق، شباكهم لا تميّز بين سمكة صغيرة وأخرى نادرة، وعلوم البحار بالنسبة إليهم لا تزال ضربًا من الترف الأكاديمي. الصيد بالنسبة لهم هو رزق اليوم بيومه، لا مشروع اقتصادي ولا رؤية تنموية. لكن، ماذا لو تغيّر هذا النمط؟ كسر حلقة الجمود لنفترض أنّ أحد الصيادين أو الجمعيات المحلية قرّر أن يتخطى النمطية السائدة والشكوى إلى الفعل، ونسّق مع السفارة اليابانية في بيروت أو النروجية على سبيل المثال لا الحصر، باعتبار أن اليابان إمبراطورية بحرية بكل ما للكلمة من معنى. هناك، لا يُنظر إلى الصياد كعامل مياوم، بل كخبير في اقتصاد الغذاء الأزرق. ماذا لو استُقدم خبراء يابانيون لتدريب الصيادين في صيدا؟ ماذا لو أُطلقت ورشات تعليمية في علوم المحيطات، آليات الصيد المستدام، وتحديد مواسم التكاثر البيولوجي؟ ماذا لو منحت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) قروضاً ميسّرة أو هبات، لشراء مراكب أكثر تطورًا تدخل العمق وتأتي بالوفير دون أن تدمّر البيئة البحرية؟ التحوّل الاقتصادي والاجتماعي يُعَدّ الصيد البحري من أقدم الأنشطة الاقتصادية التي مارسها الإنسان، ولا يزال مصدر رزق رئيسي لملايين الناس حول العالم. غير أنّ التحديات البيئية وتغيّر المناخ وتراجع المخزون السمكي، فرضت على هذا القطاع ضرورة التحوّل إلى استخدام الوسائل الحديثة، بما يضمن زيادة الإنتاج من دون الإضرار بالثروات البحرية. حين تتغيّر أدوات الصيد، يتغيّر نوع السمك، وبالتالي يتبدّل المردود المالي. لن يعود الصياد بحاجة إلى انتظار زبائن الرصيف، بل سيقع إنتاجه ضمن سلاسل التوزيع الأوسع: فنادق، مطاعم بحرية، أو حتى أسواق التصدير. وقد لا يحتاج أولاده إلى الهجرة أو إلى ترك البحر نهائيًا. وسيحدث هذا التحوّل أيضًا حراكًا اجتماعيًا. تخيّل أن يتحوّل المرفأ القديم إلى نقطة جذب سياحية، تعرض تجربة الصياد الحديث جنبًا إلى جنب مع تراثه القديم. من قال إن صيدا لا يمكنها أن تمتلك نموذج “قرية الصياد الذكي”، حيث تلتقي البيئة، والتاريخ، والسياحة، والغذاء في بوتقة واحدة؟ أمثلة على وسائل حديثة يمكن إدخالها تقنيات تحديد المواقع والبحث عن الأسماك (GPS وSonar) تحديد أماكن تجمعات الأسماك بدقة. تقليص الوقت الضائع في البحث،ما يقلّل من استهلاك الوقود. تقليل الأثر البيئي على المناطق الفارغة. القوارب الذكية تتبّع حالة البحر والطقس لتفادي الحوادث. حفظ الأسماك في ظروف مثالية تحافظ على جودتها. تقليل الفاقد وتحسين الإنتاجية. أنظمة المراقبة عن بُعد مراقبة مناطق الصيد عبر الأقمار الصناعية. تقديم إنذارات مبكرة في حالات الخطر. مراقبة الالتزام بمواسم الصيد. الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات التنبؤ بمواسم وفرة الأسماك. إدارة الأسطول وفق الطلب وحركة السوق. تطوير خطط استدامة طويلة الأمد. شباك الصيد المتطورة انتقاء حجم ونوع الأسماك المستهدفة. تقليل الصيد العشوائي أو العرضي. المحافظة على التوازن البيئي البحري. الزراعة البحرية دعم الإنتاج من خلال الاستزراع السمكي. تخفيف الضغط عن المصائد الطبيعية. إنتاج دائم للأسواق المحلية والتصدير. الأمن الغذائي المستدام في زمن ترتفع فيه كلفة الاستيراد وينهار فيه سعر صرف العملة المحلية، يصبح الصيد البحري فرصة ذهبية لتحقيق جزء من الأمن الغذائي المحلي. مع أدوات حديثة، يمكن لصيدا أن تكون سلة السمك للجنوب، تغذي السوق اللبناني، بل وتتجاوز ذلك إلى أسواق المتوسط. ليست فرضية “ماذا لو” ليست مجرد فرضية، بل دعوة لأن نحلم بجرأة ونُخطط بذكاء. صيادو صيدا لا يحتاجون إلى شفقة، بل إلى شراكة. لا إلى صدقات، بل إلى أدوات. لا إلى الحنين، بل إلى الخروج من الشاطئ نحو العمق… حرفيًا ومعنويًا. فهل نملك شجاعة كسر الحلقة؟ وهل نخرج من دائرة البدائية نحو اقتصاد بحري حقيقي؟ ربما، حين يكفّ البحر عن أن يكون قَدَرًا، ويصبح أفقًا.
كانت المشاهد المختلفة عما نراه اليوم في شوارع صيدا العريقة، تلك التي مشت عليها أقدام الفينيقيين، وهتفت فوقها حناجر المقاومين، يتردّد اليوم صدى شعارات انتخابية تثير الحسرة أكثر مما توقظ الأمل «صيدا بدها»؟ وكأن المدينة الفينيقية التي صدّرت الأبجدية للعالم باتت شحّاذة على أبواب الطموحات السياسية.«صيدا بتستاهل»؟ وكأنها في انتظار صدقة مشروطة من هذا المرشّح أو ذاك.«سوا لصيدا»؟ ولو كان هناك فعلاً “سوا”، لكانت اللائحة واحدة، والرؤية موحّدة، والخدمة للمدينة فوق كل اعتبار.“نبض البلد“؟ وكأن آلام الناس لا تُحسّ إلا قبيل موسم الانتخابات فحسب. صيدا اليوم ليست بحاجة إلى لافتة ولا منشور ولا موكب. صيدا بحاجة إلى من يعيد لها كرامتها المصادرة منذ سنوات، لا عبر الاحتلال أو الحروب، بل عبر التهميش، والإفقار، والانقسام، والحملات التي تسوّق لأوهام التنمية بينما ترسّخ واقع الذلّ والخنوع. لقد تحوّلت المدينة، في هذه الانتخابات البلدية، إلى ما يشبه السوق العتيقة؛ تُعرض فيها “بضائع” البرامج الانتخابية الرثّة على أرصفة الكلام المنمّق، بينما الحقيقة أن المدينة هي التي تُباع في المزاد. نعم، صيدا “بدها”، ولكن ما تريده ليس إسفلتًا يُفرش قبل الانتخابات ويُنسى بعد الصورة التذكارية. صيدا لا تريد حفلة تنظيف رمزية عند جبل النفايات، بل تريد إزالة عقلية النفايات التي راكمت الفساد والتناحر فوق المدينة. لا يكفي أن نرشّ ماء الورد فوق الركام، لأن الرائحة لا تزول بالمعطرات، بل بتجفيف المستنقعات. بالأرقام وفق آخر إحصاءات البنك الدولي، يعيش أكثر من 36% من سكان صيدا وضواحيها تحت خط الفقر، مع بطالة تتجاوز 25% بين الشباب. التعليم الرسمي يتآكل، والاستشفاء يُباع، والمرافق تتآكل في ظل غياب التخطيط. وبينما يتناحر المرشّحون على من يرفع شعارًا أجمل، تنخفض نسبة المشاركة السياسية الفعلية؛ إذ لم تتجاوز نسبة التصويت في الانتخابات البلدية الأخيرة 30%، ما يعكس انعدام الثقة الجماعية في جدوى التغيير عبر صناديق تتنازعها العائلات والصفقات. رجال صيدا؟ أين أنت يا معروف سعد، الذي سقط على رصيف الميناء دفاعًا عن العمال والفقراء؟أين أنت يا رفيق الحريري، الذي حلم بأن يجعل صيدا بوابة الجنوب إلى العالم؟أين أنت يا شيخ محرم العارفي، الذي علّم الأجيال أن الدين ليس سلطة بل قضية؟ لو كان هؤلاء أحياء، لما سُمح بأن تُذلّ المدينة بهذه الطريقة، وأن تُختصر في شعار انتخابي، أو تُخنق في فوضى لوائح مشرذمة، كل منها تدّعي الوصاية على حاضرها، بينما مستقبلها على جهاز الإنعاش. صيدا أحرقت نفسها عبر التاريخ، لا حبًا بالنار، بل حفاظًا على الكرامة والكبرياء.من زمن الشهداء الذين فضّلوا الموت حرقًا على أن ترفع راية الغزاة فوق مدينتهم، إلى معاركها في وجه الاحتلال الإسرائيلي، إلى صمودها في وجه الاجتياحات السياسية والطائفية. الخطر مختلف ليس عدوًا خارجيًا، ولا دبابة على التلال، بل “ماء” تمرّ من تحت القلعة — قلعة المدينة التي صمدت في وجه الطوفان، لكنها قد تسقط إذا تُركت للمؤامرات تنخرها من الداخل.مؤامرات ناعمة، تمرير بطيء لأفكار لا علاقة لها بالمصلحة العامة، بل بتحقيق غايات خبيثة، على حساب المدينة وأهلها. صيدا لا تحتاج إلى مكرمة من أحد. صيدا تعطي، ولا تستجدي.هي التي احتضنت الفلسطيني والنازح، الفقير والجريح، الثائر والمهمّش. هي التي قاومت بالخبز كما بالسلاح، وبالكتاب كما بالبيان، وبالصوت كما بالسكوت. السكوت خيانة إذا كان “جبل الزبالة” هو المشكلة في عيون المرشحين، فالمشكلة الأكبر تكمن في العقول التي راكمت هذا الجبل، وأقنعت الناس أن الخلاص لا يأتي إلا على أيديهم. نسبة السكان تحت خط الفقر (مدينة صيدا وضواحيها) نسبة البطالة بين الشباب (مدينة صيدا وضواحيها) نسبة التصويت في الانتخابات البلدية الأخيرة (محافظة الجنوب – قضاء صيدا) صيدا ليست قاصرة حتى تنتظر من يعطف عليها، ولا مشوّهة حتى تُرمّم. صيدا، كما هي قلعتها، قائمة. لكنها اليوم بحاجة إلى من يحميها من التسوّل السياسي، لا من ينحرها بشعارات ركيكة. فاحذروا…إذا انهارت صيدا، لا تُفتّشوا عن السبب فوق سطح الأرض، بل انظروا تحت القلعة، حيث تمرّ المياه العكرة وتصمت المدينة. لكنها، حتمًا، لن تصمت طويلًا…
حلم لم يبصر الضوء (العدسة الذكية) وُجِدَ مَن يُفكِّر جِديًّا بمصلحةِ صيدا وأهلِها، وموقعِها، وشبابِها، ومستقبلِها بين المدن، فأقدَم – بشكلٍ فرديّ أو جماعيّ – على استثمارِ بضعةِ ملايين من الدولارات لتحويلِها إلى عاصمةِ لبنانَ للذّكاءِ الاصطناعيّ. كم من الأمورِ عندها من الممكنِ أن تتغيَّرَ بين ليلةٍ وضُحاها بينما يستمرّ بعضُ الخطابِ السياسيّ العربيّ في اجترار مفاهيم العصور الأولى — “الفَتح”، “الجِزية”، “النصرُ المُبين” — ويتغذّى على حنينٍ مَرَضيٍّ لزمنِ السيوفِ والرايات، تُعيد المملكةُ العربيّةُ السعوديّةُ رسمَ المشهدِ الإقليمي، ولكن هذه المرّة بلغةِ الخوارزميات، والذَّكاء الاصطناعي، والاقتصاد المعرفي في الأيام الماضية، أعلنت السعوديّة عن مشروعٍ طموحٍ بقيمة 5 مليارات دولار، لإقامةِ منطقةِ ذكاءٍ اصطناعيٍّ شاملة، ضمنَ خطّةٍ أوسع تهدفُ إلى تحويلِ المملكة إلى مركزٍ تقنيٍّ إقليمي يُوازي “وادي السيليكون” الأميركي. قد يبدو الرقم مذهلًا، لكن المُذهل أكثر هو أنّ مثل هذه الخطط لم تَعُد في خانة “الأحلام المؤجَّلة”، بل في أجندةٍ تنفيذيةٍ صارمةٍ تحمل اسمًا: رؤية السعوديّة 2030. من النفط إلى المعرفة مشروعُ الذكاءِ الاصطناعيّ السعودي ليس معزولًا عن الرؤيةِ الكلية للمملكة. فبحسبِ تقاريرَ رسميّة، تستثمر المملكةُ اليومَ أكثرَ من 100 مليار دولار في قطاعِ التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وهي تسعى لرفعِ مساهمةِ الاقتصاد الرقمي إلى 19٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030. لهذه الغايات، تم تأسيس هيئةٍ متخصصةٍ للبياناتِ والذكاء الاصطناعي (SDAIA)، وأُطلقت مدنٌ مستقبليةٌ مثل “نيوم”، وتم عقدُ شراكاتٍ استراتيجيةٍ مع عمالقةِ التكنولوجيا مثل: Google، Microsoft، وAlphabet التي أعلنت مؤخرًا عن بناءِ مركزٍ شاملٍ للذكاء الاصطناعي في السعوديّة. أكثرُ من 25,000 وظيفة مباشرة يُتوقع أن تُخلَق في هذا القطاع خلال السنوات الخمس القادمة، ناهيك عن الاقتصادِ الموازي في التعليم، والبنية التحتية، وأمنِ المعلومات، والتجارة الذكية. رأس مال جاهز لكن ماذا لو نظرْنا إلى التجربةِ السعودية بعيونٍ لبنانية؟ وصيداوية تحديدًا؟ ماذا لو سألْنا: لماذا لا تُطلقُ المدينةُ المتوسطيّة النابضة بالحياة مشروعًا مشابهًا ولو بحجمٍ مصغّر؟ صيدا ليست مدينةً هامشيّة. فبحسبِ إحصاءاتٍ صادرةٍ عن لجنة “الإسكوا” لعام 2023، تضم المدينة وجوارها أكثر من خمس جامعاتٍ ومعاهدَ تقنية، وتُخرّج سنويًا نحو 1,200 طالبٍ في اختصاصات STEM، وتُقدَّر نسبةُ التعليمِ الجامعي في المدينة بما يفوق 62٪، وهي أعلى من المعدّل الوطني. يشكّل الشباب اليومَ أكثرَ من 65٪ من سكّان المدينة، ووفق دراسةٍ لمؤسسة البحوثِ الاستراتيجيّة (SRRL)، فإنّ ما يزيد عن 45٪ من خريجي التخصّصات التقنية من صيدا يسعون للهجرة أو الانتقال إلى العاصمة بيروت أو الخارج، بسبب غيابِ فرصِ التوظيفِ المحلي. هذه مدينةٌ تمتلكُ رأسمالًا بشريًّا حقيقيًّا، لكنها تُدار — للأسف — بذهنية “المجاري، والزّفت، ومُحاصصة الإنارة الليلية”. 10 ملايين فقط هل تحتاج صيدا إلى 5 مليارات دولار؟ لا. إطلاق حاضنةِ ذكاءٍ اصطناعي بموازنةٍ أوليّة من 8 إلى 10 ملايين دولار سيكون كافيًا للانطلاق. المطلوب هو: إنشاء “مركز صيدا للذّكاء الاصطناعي والابتكار” بشراكةٍ بين القطاعين العام والخاص. تخصيص مساحةِ أرض من البلدية أو الأوقاف لإقامة المركز أو جهةٍ استثماريّة. إشراكُ الجامعات المحليّة في بناءِ المحتوى الأكاديمي والتدريبي. الحصولُ على دعمٍ تمويلي من جهاتٍ دولية أو خليجية، بما في ذلك السعوديّة أو الصناديق الأوروبيّة التنموية. أما المردود المتوقع فيتمثل في: خلق 400 إلى 500 وظيفةٍ مباشرة خلال أول ثلاث سنوات. تمكين أكثر من 1,000 شابٍّ وشابةٍ من التدريب والعمل عن بُعد في السوق العالمية. إطلاق 20 إلى 30 شركةً ناشئةً محلية في أول خمس سنوات. من التكبير إلى التفكير الفارق بين التجربتين السعوديّة واللبنانية، ليس في المالِ ولا في المواردِ البشريّة، بل في القاموسِ السياسي. في الرياض، يوقّع وليُّ العهد اتفاقياتٍ استراتيجية مع أميركا والصين وأوروبا، فيُتَّهم بالخيانة من قِبل ممانعين لا يزالون يعيشون في أروقة “الكرامة والجوع الشريف”. لكنّ الحقائقَ أكثرُ عنادًا من الشعارات. السعوديّة لا تدفعُ الجزية. هي تبني مستقبلًا. بينما هنا، نُنازع على اسمِ شارع، أو حصةِ مستشفى، أو تعيينِ رئيسِ مصلحة أو ضابطِ أمن. لذا يبرز السؤال الجوهري:هل نريدُ لمدننا أن تتطوّر، أم نُفضّل بقاءَها رهينةَ الأوهامِ العقائديّة؟ نستحق أن نحلم لماذا لا نمنحُ مدينةً مثل صيدا فرصةً لأن تكون “نيوم لبنان”؟ هل الخيالُ ممنوعٌ علينا؟ هل مشاريع الذكاء الاصطناعي حكرٌ على النفط؟ صيدا تمتلك كل ما تحتاجه: شباب، تعليم، موقع استراتيجي، وانفتاح ثقافي. ما ينقصها هو: قرارٌ سياسيّ، إرادةٌ مدنية، وتحرّرٌ من خطابات الماضي. في زمنٍ تكتبُ فيه الأُممُ مصيرَها بسطرٍ برمجي، لا يليق بنا أن نبقى أسرى صفحاتِ التاريخ. الذكاءُ الاصطناعي ليس ترفًا، بل حقٌّ سيادي. ولصيدا — إن وُجِد الحُلم والإرادة — أن تكون نموذجًا لبنانيًا مشرّفًا في زمنٍ يصنعه الذكاء، لا البلاغةُ الخشبيّة. تضم المدينة وجوارها 5 جامعاتٍ ومعاهدَ تقنية عديدة (28 مركز مهني وتقني) نسبة التعليم الجامعي في المدينةوهي أعلى من المعدّل الوطني 0 % يتخرّج سنوياً في إختصاصات STEM 0 طالب بعدقبل