تحميل

إبحث

ماذا لو

ملعب القيّاعَة يُباع ل”غريب”.. صيدا تخسر عقارًا مهماً

real_estate_takeover_saida

حلم لم يبصر الضوء (العدسة الذكية)

أقدم أحد أثرياء المدينة علي شراء العقار والاحتفاظ به ليبقى لأهل صيدا، لكنها الغفلة والبخل و"النوم في العسل" الذي جعل صيدا تخسر عقارا إضافيا مهما، ليقع بيد غريب لا يُعرف ماذا سيفعل به
ماذا لو؟

عَلِمَت جريدة “البوست” من مصادرَ متابعة، أنّه قد جرى رسميًّا بيعُ عِقارِ ملعب القِياعة، المملوك تقليديًّا لعائلة الحريري، إلى أحد الأشخاص الوافدين إلى مدينة صيدا من آل خليفة.

ويُعدّ هذا العقار بمثابة رمزٍ تاريخيٍّ ورياضيٍّ، نظراً لما يُمثّله من انطلاقةٍ لمسيرة مؤسسة الحريري الرياضيّة، التي شكّلت على مدى عقود رافعةً شبابيّة وثقافيّة ورياضيّة لأبناء المدينة، وكان لها حضورٌ لافتٌ في الحياة العامة الصيداويّة.

بيع هذا العقار لم يكن مجرّد صفقة عقاريّة عاديّة، بل محطّة مفصليّة في مسار التغيير الجاري بهدوء في خريطة المُلكيّة داخل المدينة، والذي يثير قلقًا متزايدًا لدى أبناء صيدا، في ظلّ سلسلةٍ من عمليات بيعٍ مشابهة طالت عقاراتٍ ذات طابعٍ رمزيٍّ واجتماعيٍّ بالغ الأهمية، لتنتقل إلى أيدي أفراد أو مجموعات من خارج النسيج الاجتماعي التقليدي للمدينة.

ومع انتقال ملكية ملعب القياعة إلى طرفٍ غير صيداوي، يخسر أبناء المدينة مساحةً استراتيجيّةً كان من الممكن تطويرها لخدمة المصلحة العامة، سواء عبر مشروع رياضيّ أو ثقافيّ أو بيئيّ، يُعيد إحياء الذاكرة الجماعية المرتبطة بالمكان.

وعلى الرغم أنّ البيع تمّ وفق الأصول القانونية، فإنّ الدلالات السياسيّة والاجتماعية لما جرى لا يمكن تجاهلها. إذ ترى أوساط متابعة أنّ هذه الصفقة تعبّر عن انحسار حضور القوى التقليديّة التي لطالما ارتبطت برعاية المرافق العامة والخدمات الأهليّة في المدينة، وفي طليعتها مؤسسة الحريري، وتُكرّس انتقال المدينة إلى مرحلة جديدة من إعادة تشكيل هوية الأحياء والممتلكات.

يطرح العديد من الفاعلين في المجتمع الأهلي علامات استفهام كبيرة حول مصير العقار، وكيفيّة استخدامه في المستقبل، خاصة وأنّ المالك الجديد غير معروف بالتوجّه المدني أو الاجتماعي، ما يُفاقم المخاوف من تغيير وظيفة المكان أو تحويله إلى مشروع تجاري مغلق لا يخدم أبناء المدينة.

إنّ ما حصل لا يمكن اعتباره مجرّد تطوّر عابر، بل هو جزء من مشهد أوسع يتعلّق بـ”التحوّلات العقاريّة” التي تشهدها صيدا، والتي قد تُفضي – إذا استمرّت – إلى إفقاد المدينة هويّتها التاريخيّة والرمزيّة، وحرمان أبنائها من فضاءات عامة كانوا يعتبرونها جزءًا من نسيجهم الحياتي اليومي.

 

في ظلّ هذا الواقع، تتصاعد الدعوات لبلورة رؤية بلديّة وأهليّة واضحة لحماية ما تبقّى من المرافق والعقارات العامة والخاصة ذات الطابع الجماعي، والضغط باتجاه تنظيم عمليات البيع الكبرى بما يتناسب مع خصوصية المدينة وطابعها الاجتماعي والتاريخي، قبل أن تصبح صيدا مجرّد أراضٍ تُباع وتُشترى بلا ذاكرة ولا انتماء.

أترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تفعيل التنبيهات نعم كلا