تحميل

إبحث

ماذا لو

«الزَّفت» يعودُ إلى سوقِ صيدا.. بوضعٍ «زَفت»

commercial_street_sidon

حلم لم يبصر الضوء (العدسة الذكية)

مَنَّ اللهُ على صيدا بنوعٍ مختلفٍ من المسؤولين في قضايا الشأنِ العامِّ وأمورِ الناس، لكان تغيَّرَ المشهدُ كثيرًا. خاصّةً المشهدَ الذي سنراهُ قريبًا في السوقِ التجاريةِ للمدينة، بتحفيرِ شوارعِها وتعطيلِ حركةِ السوقِ لمُدَّةٍ لا يعلَمُها أحد....
ماذا لو؟

هو نفسُ الارتجالِ وقِلَّةِ الحيلةِ، إن لم نقلِ الغباءَ واللامسؤوليّةَ وقلّةَ الحرفيّة، المُعتمَد في إدارةِ شؤونِ صيدا منذُ عقود. حتّى باتَ الأمرُ مدرسةَ حُكمٍ يمتهنُها المسؤولون فيها، سواءٌ في السياسةِ أو في الاجتماعِ أو في العملِ البلديِّ والشؤونِ الدينيّةِ وتفاصيلِ الأمورِ الحياتيّة.

وكأنّنا في صيدا نُمتهِنُ خَلقَ المشاكلِ لنَطوشَ في كيفيةِ حلِّها، في أمورٍ لا يحتاجُ عملُها إلى كثيرٍ من جُهدٍ ووقتٍ ومالٍ، فقط قليلٌ من الفِطنة. وإنْ تعذّرَ على أغلبِكم ذلك، فلا حرجَ ولا خَجل، فنحنُ نعيشُ حقبةَ الذكاءِ الاصطناعيِّ، والحلولُ مُتوفّرةٌ للجميع، حتّى للأغبياء. لا تخَفْ أن تسأل.

آخرُ فصولِ المَهازلِ المأساويّة، قرارٌ يتّجهُ المجلسُ البلديُّ الجديدُ لاتّخاذِه في محاولةٍ لحلِّ مشكلةٍ كانت المدينةُ في غِنى عنها. شوارعُ السوقِ التجارية في المدينة، التي لم ينسَ الصيداويون ورشةَ «قَرَفِها» بعد، حينَ جرى «تبليطُها» منذُ سنواتٍ قليلة، سيتمُّ إزالتُها ليحلَّ محلَّ البلاط «الزَّفت» المجانيُّ المُقدَّمُ من قبلِ الحكومة.

وضعُ شوارعِ المدينةِ المُبلَّطة اليوم، وتحديدًا السوقِ التجارية، قلبِ المدينةِ الاقتصاديِّ النابض، لا يُسِرُّ عدوًّا ولا صديقًا. وقد تكونُ عودةُ «الزَّفت» إلى هذه الشوارعِ ومتفرّعاتِها أمرًا يُعالِجُ هذه المشكلةَ المُتفاقمة، لاسيما ونحنُ على مشارفِ دخولِ فصلِ الشتاءِ والأمطار.

لكن شوارعَ سوقٍ تجاريٍّ ليست قميصًا تُغيّره كلَّ عام. من اتّخذَ قرارَ تبليطِ الشارع كان يعلمُ بالحدِّ الأدنى أن دخولَ شاحناتِ البضائعِ، التي تزنُ عشراتِ الأطنانِ أحيانًا، سيخلقُ مثلَ هذه المشكلة، فلماذا لم يتمّ منعُ ذلك؟ ماذا حصل بموضوعِ شوارعِ السوقِ المُخصَّصةِ فقط للمشاة؟ مَن يُعرقِلُ بمالِه وعقاراتِه المُحيطة تحويلَ هذا الأمر إلى واقعٍ ملموس؟

هل تمَّ إشراكُ التجّار، المتضرّرين الأوائل من هذه الخطوة، في اتخاذِ القرار؟ بل يكتفي مسؤولٌ بالقول إنَّ 65% من التجار يريدون أن تَرجِعَ الشوارعُ إلى سابقِ عهدِها. من أينَ خرجتَ بهذا الرقم؟

كُلّكم مسؤولون، وأوَّلكم التجّار أنفسُهم، وآخركم «دَنش» وتعهداتُه التي تفوحُ منها الروائح. الجميعُ شريكٌ في دمِ هذا «الصِّدّيق»، من المجالسِ البلديةِ المتعاقبةِ وصولًا إلى مسؤولين يفتقدونَ ما "تضعه الدجاجةُ" صبيحةَ كلِّ يوم. الثمنُ يدفعه الجميع، حتّى لو كان «الزَّفت» مجانيًّا. ففي الحياة، وفي لبنان تحديدًا، لا شيءَ مجانيًّا. كلُّنا سندفعُ ثمنَه، علمنا بذلك أم لم نعلم.

old saida new saida
العلامات

يعجبك ايضاً

أترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تفعيل التنبيهات نعم كلا