بعيدًا عن الطرح “المُفَزْلَك” للمفكِّر الأميركي ثورستين فيبلن (Thorstein Veblen) في كتابه “نظرية الطبقة المترفة”، يبدو أنّ معادلة “الزوجة الثانية بعد المليون الأوّل” باتت أكثر تجلياً في صيدا، خصوصًا في أوساط بعض “الحُجّاج الملتزمين دينيًّا” الذين لم يكد يلمع بريق ثرائهم الجديد حتّى انعكس مباشرةً على فراش الزوجية. فقد أشارت مصادر محليّة إلى كثرة السَّفرات “المشبوهة” إلى الخارج التي يقوم بها أحد “المُتحمِّسين الجدد” للعمل السياسي والاجتماعي، ليتبيّن لاحقًا أنّه لم يكن منشغلًا بخدمة الناس بقدر ما كان منشغلًا بعقد قِرانٍ في إحدى الدول العربيّة على “زوجة ثانية”. والمفارقة أنّ الزوجة الأولى لا علم لها ولا خبر، لتتحوّل “النعمة” الجديدة إلى نقمة مُعلَّبة ستنفجر داخل البيت عاجلًا أم آجلًا. وعليه، فإنّ مَن لا يستطيع إدارة أسرته بشفافية وصدق، كيف له أن يُقنع الناس بقدرته على إدارة شأنهم العام؟ الأرجح أنّ طموحاته السياسية، التي ما زالت في بداياتها، ستتعثّر تحت وطأة “مغامراته العاطفية”، قبل أن تترسّخ على أرض الواقع المستجد للمدينة.
اِسْتَغْرَبَت أوساطٌ صيداويّةٌ مُعْنِيَّةٌ بالشأنِ العامِّ الشَّكْلَ وَالمَضْمُونَ لِلْبَيَانِ المُفْتَرَضِ أنَّه صادِرٌ عَنْ بَلَدِيَّةِ صَيْدا، وَالمُتَعَلِّقِ بِمَوْضوعٍ بالِغِ الأهمِّيَّةِ وَالحَساسيَّةِ وَالإجْحافِ بِحَقِّ المَدِينَةِ، وَهُوَ مَوْضوعُ مِرْفَأِ صَيْدا المُعَطَّلِ ظُلْماً وَعُدْواناً مُنْذُ سِنِينَ. فَفي حِينٍ أَنَّهُ تَمَّ نَشْرُ وَتَوْزيعُ الخَبَرِ بِاعْتِبارِهِ صادِراً عَنِ الدائِرَةِ الإعلاميَّةِ لِلْبَلَدِيَّةِ، تَبَيَّنَ مِنْ فَحْوَى النَّصِّ أنَّهُ مَكْتوبٌ بِقَلَمِ مُحَمَّد دَنْدَشْلي (أبو سُلْطان) وَمُوَقَّعٌ بالختام بِاسْمِهِ. فَهَلْ هُوَ بَيانٌ رَسْمِيٌّ تَتَبَنَّى مُضْمُونَهُ البَلَدِيَّةُ حَسَبَ ما وَرَدَ فِي النَّشْرِ، أَمْ هُوَ مَقالُ رَأْيٍ لِلدَّنْدَشْلي عَنْ رُؤْيَتِهِ الخاصَّةِ لِمَوْضوعٍ يُطَال كُلَّ المَدِينَةِ وَأهْلِها حاضرا ومستقبلاً؟ أم هو فصل جديد من فصول التناحر المكتوم بين تعددية الرؤوس في هذا المجلس الهجين؟
توقَّفَت مصادرٌ صيداويَّةٌ متابِعةٌ عند الحراكِ الذي يقوده أحدُ الوجوهِ الشبابيَّةِ الناشطةِ في مجالِ العملِ الاجتماعيِّ والجمعيّاتي، مُشيرةً إلى أنّ أزمةَ التعثر الماليّ الذي يمرُّ به، والذي بدأت أخباره تخرج من دائرةِ الحلقاتِ الضيّقة إلى العلن، قد تُلقي بظلالٍ ثقيلةٍ على مستقبَل مرجعيّتِه في المدينة.