في دفاتر يومياته، إن وُجدت، نتخيّل أن يكون حبيب دبس، قد خطّ بضعَ كلمات، عن جمال تلك البقعة التي تحدّ مدينة صيدا من الشمال، والتي ربطها قَدَرُ موقعها الجغرافي، بأحداثٍ وتحوّلات تمسّ الإنسانَ وحضارته، وتَحضُّره، كما شراسته وطمعه وجشعه، عبر قصة تبدأ من إله الصحة الفينيقي أشمون، ولا تنتهي عند مقدرة رجال الأعمال على توظيف أموالهم وسَطوتهم من أجل الاستيلاء على كلّ شيء
باتت “سيروب”، التي يرقد فيها أمواتُ عائلات صيدا، إحدى المناطق الأكثر اكتظاظًا بالحياة وصراعاتها. مظهرُها يعكسُ صورةً مُصغّرةً عن تنوّع الوطن، أي عن لعنة الوطن التي لم ينجح في تحويلها إلى مكسب: أهل لبنان وفلسطين، دين الإسلام والمسيحية، طوائف السنّة والشيعة والموارنة، أحزاب “التنظيم” و”المستقبل” و”حزب الله”، زواريب “منير المقدح” وأقاربه
إيران وإسرائيل مسؤولتان عن التضحية بازدهار بلادنا وأعمارنا ونماء عائلاتنا وفرص أبنائنا بتعليم وصحّة وعمل، على مدى عقود طويلة، وهما تتقاتلان اليوم، فيما أتقاتل أنا من أجل “حقوق المريض” في المستوصف الذي كان مُدرجًا منذ سنوات على لوائح العقوبات الأميركيّة