تحميل

إبحث

وجوه وحكايات

عن الإلهِ الذي تَجلّى… عندَ الدُّروز

كانوا أغنى الخلفاء وأكثرهم مالاً، وكانوا من أعتى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم، وأنجس الملوك سيرة  وأخبثهم سريرة.

ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات، وكثر أهل الفساد، وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد، وكثرت بأرض الشام النصرانية والحشيشية الضالة، وتغلب الفرنج بمساعدتهم على سواحل الشام بأكمله، حتى أخذوا (القدس ونابلس وصور وصيدا و عكا و طرابلس و أنطاكية) وبلاد شتى. كل هذه البلاد كان الصحابة رضي الله عنهم قد فتحوها وصارت دار إسلام.

لقد قتل الفاطميين العبيديين المنحرفين عن منهاج الاسلام من المسلمين خلقاً وأمماً ما لا يحصى، وسَبَوا ذراري المسلمين من النساء والولدان، وأخذوا من أموال المسلمين ما لا يحد ولا يوصف.

الحاكم بأمر الله الفاطمي العبيدي، الذي يعتبر الدروز أن الإله يتجلى فيه، وجعلته الإسماعيلية إمامًا معصومًا من أئمتها، واعتبره الشيعة من أهل البيت ومن نسل فاطمة الزهراء وعليٍّ رضي الله عنهما، كان من مظاهر جنونه وتفرّده في الحكم أنه يخرج إلى أسواق القاهرة راكبًا حماره، وخلفه عبدٌ زنجيّ ضخم الجثة يُدعى “مسعود”، وقد جعله أداةً للرعب والبطش. فإذا رأى الحاكم من يخالف أوامره، أمر عبده مسعودًا أن يُنزل به عقوبةً مهينة تُعرف بـ “الفاحشة العظمى”  – أي الاعتداء الجنسي – جهارًا أمام الناس في السوق.

وقد بثّ هذا التصرف الرعب في الأسواق، حتى صار يُضرب بفعله المثل في القسوة والجنون السلطاني.

يعتبر الدروز الحاكم بأمر الله الفاطمي (985–1021م) شخصية مركزية ومقدسة في عقيدتهم. وأبرز ما يقولون عنه من منظورهم العقائدي:

1. الإيمان بألوهيته: يؤمن أتباع المذهب الدرزي أن الحاكم بأمر الله ليس مجرد خليفة فاطمي، بل هو تجلي إلهي، أي أن الله قد تجلى فيه.

يُعرف في العقيدة الدرزية باسم “الناطق السابع” أو “العقل الكلي” الذي هو تجلٍ نهائي للحق.

2. سر الغيبة: يؤمن الدروز أن الحاكم لم يُقتل كما تقول الرواية التاريخية الفاطمية، بل دخل في غيبة سنة 1021م، وسيعود في المستقبل في “الظهور” ليقيم العدل. يشبه هذا الاعتقاد معتقدات المهدوية في بعض الطوائف الإسلامية، لكن بصيغة لاهوتية خاصة بالموحدين الدروز.

3. انطلاق الدعوة التوحيدية: بدأت الدعوة الدرزية في عهد الحاكم، على يد حمزة بن علي الزوزني ومجموعة من الدعاة الذين أعلنوا عقيدة التوحيد وألوهية الحاكم.

الحاكم لم يُعلن ذلك بنفسه بشكل مباشر علني، لكن الدروز يرون أن تصرفاته وتوجيهاته كانت تمهيدًا للدعوة السرية.

4. الانفصال العقائدي: العقيدة الدرزية انفصلت تمامًا عن الإسلام التقليدي، سواء الشيعي أو السني، بعد إعلان ألوهية الحاكم وبدء الدعوة عام 1017م.

5. الرمزية الغيبية: يُشار للحاكم في كتب الدروز الرمزية بـ”مولانا” أو “الغائب المنتظر”، وذكره محاط بسرية وروحانية عالية.

 

 

 

 

 

العلامات

يعجبك ايضاً

أترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تفعيل التنبيهات نعم كلا