لا تكمن خطورة الرجل فيما قام به في صيدا حتى الآن، بل تتجلّى الخطورة الأكبر في ما هو قادر على القيام به لاحقًا. خصوصًا في حال فوز أحد المرشحين المحتملين لرئاسة البلدية، وتحديدًا المرشح مصطفى حجازي، الذي يُقال إنّه “في جيبة حسونة الصغيرة”، إذ تُظهر علاقتهما في عالم الـ NGOs تداخُلًا واضحًا في المصالح، ماديًّا ومعنويًّا. عندها، سيتربّع فضل الله حسونة، الوافد إلى المدينة من جبل الريحان في قضاء جزين، على “كرسيّ الظلّ” في المكتب المجاور لنافورة ساحة النجمة في وسط المدينة. وحينها، سيعلم الصيداويون، قبل غيرهم، مَن الذي سيتحكّم أكثر بمفاصل المدينة، مُقرِّرًا الكثير من مستقبلها ومستقبل أهلها. مَن هو هذا الحسونة؟يبتسم فضل الله حسونة في نفسه حين يُعرَّف عنه بأنّه “ناشط اجتماعي ومدني لبناني بارز”، فالرجل يعرف جيّدًا أن الإنسان يبقى مكشوفًا أمام نفسه.يشغل “الرفيق” السابق في الحزب الشيوعي اللبناني حاليًّا منصب المدير التنفيذي ورئيس مجلس إدارة “جمعية التنمية للإنسان والبيئة” (DPNA)، وهي منظمة غير حكومية تأسّست عام 2003 في صيدا، وتدّعي أنّها تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة وتمكين الشباب والمجتمعات المحلية في لبنان.يُعدّ حسونة اليوم من الشخصيات الفاعلة في المجتمع المدني الصيداوي، وحتى سياسيًّا واجتماعيًّا.لا يُعرَف عنه تحصيل أكاديميّ عالٍ، إذ عاش في صيدا بحُكم عمل والده فيها، وتعلّم في مهنيّتها، وكان ناشطًا في الحزب الشيوعي اللبناني، ومثّل الحزب في اتحاد نقابات العمّال في صيدا والجنوب.مع الاجتياح الإسرائيلي للجنوب عام 1982، فرّ من صيدا إلى بيروت، ليتفرّغ بعدها للعمل النقابي.ولما لم يجد فرصته في العاصمة، عاد إلى صيدا وعمل في إدارة “جمعية النجدة الشعبية”، ثم تسلّم إدارتها عام 2000. حرب تموز… المغارة تُفتَحيقول متابعون مطّلعون على ملفات عمل الجمعيات الأهلية في المدينة، إنّ حسونة – بعد خلاف نشب بين “النجدة الشعبية” في فرنسا و”النجدة الشعبية” في لبنان –طالبه شقيقاه عبد الله وإسماعيل، المنخرطان في العمل الأهلي في فرنسا، بأن يؤسّس جمعية في لبنان، وتحديدًا في صيدا، للاستفادة من “الفرصة الذهبية” التي تمثّلت بتدفّق الأموال والمشاريع والهبات على البلد بعد “عدوان تموز 2006″، ولا سيما من دول أوروبية.كانت تلك الفترة بمثابة “مرحلة فتح المغارة”، حيث بدأت مفاتيح المال والعلاقات والتشبيك تتساقط، ولمع نجم حسونة وجمعيته سريعًا، بعدما ضمّت هيأتها الإدارية شخصيات من المدينة ومجلسها البلدي لشرعنة قيامها.لاحقًا، حصلت الجمعية على تمويل من منظمة NDI، التي تسعى إلى تكريس المفاهيم الأميركية “المشبوهة” للديمقراطية والسياسات المجتمعية حول العالم.يروي عارفون أنّ حسونة استحوذ على مبلغٍ فاق 12 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب الأميركيين، تحت ذريعة مساعدة النازحين وترميم بعض مراكز الجمعيات آنذاك، ويُقال إنّ هذا المبلغ كان “رأس المال” الفعلي لبناء إمبراطورية توزيع المغانم على جمعيات وناشطين وسياسيين ومؤثّرين في المدينة، لتكميم الأفواه وتمرير المخطّطات. يقول عارفون أنّ حسونة استحوذ على مبلغٍ فاق ال 12 مليون دولار بعد عدوان تموز 2006، وإنّ هذا المبلغ كان “رأس المال” الفعلي لبناء إمبراطوريته في صيدا لكلٍّ سعرُهبعد عدوان تموز، توسّعت علاقات “جمعية آل حسونة”، وبات من الصعب الحصول على دعمٍ لأيّ مشروع من دون المرور عبر الرجل.تحوّلت الجمعية إلى مركزٍ أساسيّ في نشاطات المجتمع المدني، وحتى في التأثير على عمل البلدية وساسة صيدا، تحت مسمّيات إنشائية خاوية.وهكذا، بات فضل حسونة يتصرّف باعتباره “رئيسًا تنفيذيًّا لجمهورية صيدا الشعبية”، في ظلّ ضعف المجلس البلدي وبلادته، وتوسّع نشاطاته، وتوظيفه لعدد من الصيداويين في مشاريع تموّلها دول غربية وصناديق أجنبية.مع الوقت، نسج فضل الله شبكةً متداخلة من العلاقات والمنافع مع القوى السياسية والفعاليات في المدينة، محاولًا تقديم خدمات لها، خصوصًا في مجال التوظيف، لتحصيل منافع ظرفيّة شخصية.وانجرف كثير من الصيداويين وراء الأثمان البخسة التي كان يقدّمها من فتات تحصيله، مقابل غضّ الطرف عن ممارساته بحق المدينة. روائح كريهةرغم سعيه الدؤوب لاسترضاء أطراف سياسية وقوى فاعلة في المدينة، عبر باقة من الخدمات والأموال المصروفة تحت مسمّيات متعدّدة،إلا أنّ “روائح كريهة” فاحت من العديد من المشاريع التي كانت تنفّذها “جمعية حسونة”.وُجِّهت له، ولجمعيته، العديد من التُّهَم والمساءلات، جعلت السكوت عنها صعبًا، بل مستحيلًا، حتى وصل الأمر إلى إخضاع الجمعية لتحقيق من قِبَل منظمة اليونيسف، التي وضعتها لاحقًا على “اللائحة السوداء”، وأوقفت التعامل معها.انعكس هذا الأمر تراجعًا ملحوظًا في نشاطه وحضوره، وأدّى إلى تقوْقُعه في مكتب منزوٍ في قرية لبعا شرق صيدا، معتمدًا على مشاريع صغيرة لتسيير الوقت، تحيُّنًا لفرصة الانقضاض الجديدة على المدينة مع مجلسها البلدي المرتقب. وكأنك في شيكاغو أربعينيات القرن الماضي قد يرى فضل الله حسونة في نفسه أنه قدّم لصيدا، وأنّ ما يقوم به هو “جزء من حقّه المكتسَب”، لدورٍ مفترض في صفوف “الحركة الوطنية” إبّان الاجتياح الإسرائيلي. له أن يظنّ ما يشاء.لكنّ الهدف من هذا المقال، وما سيليه، ليس النيل من حسونة أو جمعيته، بل دقّ ناقوس الخطر، لتنبيه المدينة إلى مسارات شاذّة ومؤذية، لا بدّ من تصحيحها. لأنّ السكوت عنها… مشاركة في الإضرار بصيدا وأهلها. أمرٌ لن تسكت عنه “البوست” بعد الآن. في الأعداد المقبلة حكايات الفواتير الوهمية المضخّمة، وحركة الحسابات المصرفية المريبة. ماذا جرى بين حسونة والأب سليم غزال؟ وما قصة الـ12 ألف دولار التي عُرضت لتصليحات في مركز التنمية والحوار الذي يديره إميل إسكندر؟ وما هو الكلام اللاذع الذي قيل في تلك الغرفة المغلقة؟ كيف بُني قصر في الريحان، وفيلا في بلدة أنان؟ كيف تُسجّل عقارات مخصّصة لمشاريع أهلية عامة بصفة شخصية في الدوائر الرسمية؟
تاريخيّاً، تقليدياّ، وحتى مهنياّ، تقع على عاتق رئيس التحرير في أيِّ جريدةٍ تصدرُ مسؤوليةُ الإجابةِ في افتتاحية العدد الأول عن سؤالٍ بديهيٍّ لماذا جريدةٌ جديدة؟ومعه الأسئلة الطبيعية المصاحبة: ما خطُّها التحريري؟ ما تموضعها السياسي؟ ما رؤيتها للقضايا الاقتصادية والإنسانية والاجتماعية والفكرية؟ لقد تغيَّر عالم الإعلام كثيرًا في السنوات الأخيرة، وتغيَّرت معه شروط اللعبة، في دقائق تفاصيلها كما في عظائم الأمور.ولأنّنا عاصرنا جيلين، ونحن على أبواب الجيل الثالث من متغيرات هذه المهنة/الرسالة، مع دخول الذكاء الاصطناعي غرفة التحرير، نؤكّد على أصلٍ ثابت: Content is King مهما تغيّرت المتغيرات، و”عُدَّةُ الشغل”… يبقى المحتوى هو الملك. من المفردة اللاتينية “positus”، تنحدر كلمة “post”، وهي اسم المفعول من الفعل “ponere”، الذي يعني “يضع”. في الجرمانية القديمة، جاءت الكلمة بمعنى: “عمود” أو “وتد”، وتعني أيضًا “القطعة القائمة المثبَّتة في الأرض”، أو “موضع” أو “مكان”. من هنا استلهمنا التسمية. في الإمبراطورية الرومانية القديمة، كانت “positus” تُستخدم في سياق محطات التوقّف على الطرق لنقل الرسائل. هكذا تكوّنت فكرة “نقاط البريد”، ومنها نشأت الكلمة الإنجليزية “post” للدلالة على نظام البريد، ثم تحوّلت لاحقًا إلى “تعليق إعلان على الحائط”. مع تطوّر وسائل الإعلام والتواصل، لا سيما مع ظهور الإنترنت، وازدياد استخداماته، وما تبعه من فورة وسائل التواصل الاجتماعي، صار الاستخدام الحديث لكلمة “بوست” يأتي بمعنى “النشر”. وقد تعرَّبت الكلمة في الاستعمال اليومي، كما حصل مع كلماتٍ مثل: تلفزيون وتلفون. لكلّ ما تقدّم، سنسعى في “البوست” لأن نكون عمودًا مثبّتًا في أرضه، بجذورٍ يُفتَخَرُ بها، وأن نضع حدًّا للكثير من الممارسات الشاذة التي سبقت، ونُؤسِّس لما يترك أثرًا فيما سيأتي. إن أَصَبْنا فلنا أجران، وإن لم نُوَفَّق فنحن مأجورون. “البوست”: جريدة إنسانيّة، عربيّة، وطنيّة، تقدّميّة، تحرّريّة، ثوريّة، جامعة. ومع ذلك، سنسعى لنكون صوتاً صادحاً من أصوات “السُّنّة” المغيبين في لبنان.صوت الذين لا صوت لهم. استعارة من مدرستنا الأم: “السفير”. في وقتٍ انتهى فيه الورق كأداةٍ لانتشار الأخبار بين الناس، نُعيد له اعتباره، ولكن بطريقة “ذكيّة”: ورقةٌ وحيدة… كافية.ورقةٌ ذكيّة تدمج بين مفهوم الورق التقليدي، وتقنيات الهاتف المحمول الحديثة. في حضرة “الأستاذ”… كلّنا تلامذة. كما قالها الراحل جوزف سماحة يومًا عن الصدور في “توقيتٍ صائب”، نستحضر اليوم المفهوم لأننا نراه توقيتًا صائبًا… وإن طال. نستلهم فكرتك التي لم يُتَح لك أن تُحقّقها: أسبوعية، لا يومية، أبعد من الخبر نفسه، في زمنٍ تتسارع فيه الأخبار، وتندفع فيه المعلومات… حدّ التخمة والملل. https://al-post.com/wp-content/uploads/2025/05/al-post-5.mp4 في نسخها المطبوعة، ستحاكي “البوست” دقائق المناطق اللبنانية، لا شمولية الوطن الكبير فحسب. موقعها الإلكتروني سيكون شاملًا، لكن نسختها الورقية ستُوزَّع في المدن والمحافظات والمناطق اللبنانية بنسخٍ محليّة، تُحاكي أخبار وهموم ومشاكل وتطلّعات هذه المناطق وأهلها، على حدة. سنخوض “حروب الناس الصغيرة”، وحكاياتهم الفرديّة والجماعيّة، البسيطة:عن شوارع أفضل، وحياة كيف يمكن أن تتحسّن. وحكايات كثيرة عن “الأطراف”… لم يروِها أحد. في “الزمن الكبير” المعولم، سيكون هناك: “البوست لصيدا”، “البوست لكسروان”، “البوست لطرابلس”، البوست لكلّ مناطق لبنان… أما البداية، فمن أصل الحكاية: من صيدا، بكر كنعان… أولى مدن فينيقيا. “البوست” هي المدماك الأول من مشروعين إعلاميين سيبصران النور بإذن الله تعالى، تِباعًا.ولأن “السُّنّة” هي “الأمّة”، وما عدا ذلك مجرّد أفكار تحتمل الصواب والخطأ،فولادة جريدة إسلامية دوليّة عابرة للحدود والبلدان، والأعراق والمذاهب…مسألةُ وقتٍ لا أكثر.
كانت المشاهد المختلفة عما نراه اليوم في شوارع صيدا العريقة، تلك التي مشت عليها أقدام الفينيقيين، وهتفت فوقها حناجر المقاومين، يتردّد اليوم صدى شعارات انتخابية تثير الحسرة أكثر مما توقظ الأمل «صيدا بدها»؟ وكأن المدينة الفينيقية التي صدّرت الأبجدية للعالم باتت شحّاذة على أبواب الطموحات السياسية.«صيدا بتستاهل»؟ وكأنها في انتظار صدقة مشروطة من هذا المرشّح أو ذاك.«سوا لصيدا»؟ ولو كان هناك فعلاً “سوا”، لكانت اللائحة واحدة، والرؤية موحّدة، والخدمة للمدينة فوق كل اعتبار.“نبض البلد“؟ وكأن آلام الناس لا تُحسّ إلا قبيل موسم الانتخابات فحسب. صيدا اليوم ليست بحاجة إلى لافتة ولا منشور ولا موكب. صيدا بحاجة إلى من يعيد لها كرامتها المصادرة منذ سنوات، لا عبر الاحتلال أو الحروب، بل عبر التهميش، والإفقار، والانقسام، والحملات التي تسوّق لأوهام التنمية بينما ترسّخ واقع الذلّ والخنوع. لقد تحوّلت المدينة، في هذه الانتخابات البلدية، إلى ما يشبه السوق العتيقة؛ تُعرض فيها “بضائع” البرامج الانتخابية الرثّة على أرصفة الكلام المنمّق، بينما الحقيقة أن المدينة هي التي تُباع في المزاد. نعم، صيدا “بدها”، ولكن ما تريده ليس إسفلتًا يُفرش قبل الانتخابات ويُنسى بعد الصورة التذكارية. صيدا لا تريد حفلة تنظيف رمزية عند جبل النفايات، بل تريد إزالة عقلية النفايات التي راكمت الفساد والتناحر فوق المدينة. لا يكفي أن نرشّ ماء الورد فوق الركام، لأن الرائحة لا تزول بالمعطرات، بل بتجفيف المستنقعات. بالأرقام وفق آخر إحصاءات البنك الدولي، يعيش أكثر من 36% من سكان صيدا وضواحيها تحت خط الفقر، مع بطالة تتجاوز 25% بين الشباب. التعليم الرسمي يتآكل، والاستشفاء يُباع، والمرافق تتآكل في ظل غياب التخطيط. وبينما يتناحر المرشّحون على من يرفع شعارًا أجمل، تنخفض نسبة المشاركة السياسية الفعلية؛ إذ لم تتجاوز نسبة التصويت في الانتخابات البلدية الأخيرة 30%، ما يعكس انعدام الثقة الجماعية في جدوى التغيير عبر صناديق تتنازعها العائلات والصفقات. رجال صيدا؟ أين أنت يا معروف سعد، الذي سقط على رصيف الميناء دفاعًا عن العمال والفقراء؟أين أنت يا رفيق الحريري، الذي حلم بأن يجعل صيدا بوابة الجنوب إلى العالم؟أين أنت يا شيخ محرم العارفي، الذي علّم الأجيال أن الدين ليس سلطة بل قضية؟ لو كان هؤلاء أحياء، لما سُمح بأن تُذلّ المدينة بهذه الطريقة، وأن تُختصر في شعار انتخابي، أو تُخنق في فوضى لوائح مشرذمة، كل منها تدّعي الوصاية على حاضرها، بينما مستقبلها على جهاز الإنعاش. صيدا أحرقت نفسها عبر التاريخ، لا حبًا بالنار، بل حفاظًا على الكرامة والكبرياء.من زمن الشهداء الذين فضّلوا الموت حرقًا على أن ترفع راية الغزاة فوق مدينتهم، إلى معاركها في وجه الاحتلال الإسرائيلي، إلى صمودها في وجه الاجتياحات السياسية والطائفية. الخطر مختلف ليس عدوًا خارجيًا، ولا دبابة على التلال، بل “ماء” تمرّ من تحت القلعة — قلعة المدينة التي صمدت في وجه الطوفان، لكنها قد تسقط إذا تُركت للمؤامرات تنخرها من الداخل.مؤامرات ناعمة، تمرير بطيء لأفكار لا علاقة لها بالمصلحة العامة، بل بتحقيق غايات خبيثة، على حساب المدينة وأهلها. صيدا لا تحتاج إلى مكرمة من أحد. صيدا تعطي، ولا تستجدي.هي التي احتضنت الفلسطيني والنازح، الفقير والجريح، الثائر والمهمّش. هي التي قاومت بالخبز كما بالسلاح، وبالكتاب كما بالبيان، وبالصوت كما بالسكوت. السكوت خيانة إذا كان “جبل الزبالة” هو المشكلة في عيون المرشحين، فالمشكلة الأكبر تكمن في العقول التي راكمت هذا الجبل، وأقنعت الناس أن الخلاص لا يأتي إلا على أيديهم. نسبة السكان تحت خط الفقر (مدينة صيدا وضواحيها) نسبة البطالة بين الشباب (مدينة صيدا وضواحيها) نسبة التصويت في الانتخابات البلدية الأخيرة (محافظة الجنوب – قضاء صيدا) صيدا ليست قاصرة حتى تنتظر من يعطف عليها، ولا مشوّهة حتى تُرمّم. صيدا، كما هي قلعتها، قائمة. لكنها اليوم بحاجة إلى من يحميها من التسوّل السياسي، لا من ينحرها بشعارات ركيكة. فاحذروا…إذا انهارت صيدا، لا تُفتّشوا عن السبب فوق سطح الأرض، بل انظروا تحت القلعة، حيث تمرّ المياه العكرة وتصمت المدينة. لكنها، حتمًا، لن تصمت طويلًا…